أثر كوفيد-19 على حياة العديد من الأشخاص حول العالم، حيث تقوم البلدان بتنفيذ مختلف استراتيجيات التخفيف من آثاره ومكافحته، بالإضافة إلى بروتوكولات السيطرة على انتقال العدوى والتخفيف من معدل الوفيات. وتعتبر عملية الخروج من الحظر عملية معقدة وغير مؤكدة تحكمها تحديات قدرة الرعاية الصحية ومخاطر عودة الموجة الثانية. وعلاوة على ذلك، أطلقت امفنت مبادرة لندواتها عبر الأنترنت وهي "سلسلة ندوات امفنت عبر الأنترنت" باعتبارها فرصة للحوار الافتراضي للوصول إلى مجموعة واسعة من الجمهور وإشراكهم في دعم إنشاء مساحة للنقاش عبر الأنترنت تضع بالصدارة قضايا الصحة العامة ذات الصلة والمشاكل التي تواجه منطقة شرق المتوسط.
وأطلقت امفنت ندوتها الأولى وذلك كجزء من هذه السلسلة يوم الثلاثاء 16 حزيران، 2020 بعنوان "تنفيذ استراتيجيات للتخفيف من قيود كوفيد-19". وخلال الندوة، قدم مجموعة من المختصين في الصحة العامة جوانب مختلفة تتعلق بتنفيذ استراتيجيات للتخفيف من قيود كوفيد-19، حيث تبادلوا الخبرات فيما يتعلق بعملية تقييم مزايا وعيوب تخفيف القيود في أوروبا وتحديدا في المملكة المتحدة وإفريقيا، بالإضافة إلى تجارب إقليمية محددة من عُمان والمغرب.
ويضم المختصون المشاركون في هذا الفريق كل من مستشار في الصحة العالمية والأمراض السارية وكبير المستشارين الطبيين في هيئة الصحة العامة في إنجلترا الدكتور مارك سالتر، رئيس مركز عمليات الطوارئ، المراكز الافريقية للسيطرة على الامراض والوقاية منها الدكتور وسام مانكولا، مدير عام مراقبة ومكافحة الأمراض/ وزارة الصحة، سلطنة عمان واستشاري أول في الأمراض السارية الدكتور سيف العبري، ومدير قسم الوبائيات في وزارة الصحة في المغرب الدكتور محمد اليوبي. حيث أدار الجلسة المختص في الصحة العامة والأستاذ المشارك في جامعة بغداد في العراق الدكتور فارس اللامي.
وبدأ الدكتور اللامي إجراءات الجلسة بعرض موجز للوضع الوبائي في منطقة شرق المتوسط. وأشار إلى التباين في التأهب والاستجابة الذي شوهد في مختلف البلدان، حيث إن بعض البلدان تبلغ عن حالات أقل. كما سلط الضوء على أهمية الندوة والحاجة إلى تطوير استراتيجيات للتخفيف من القيود بسبب التبعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ثم أنهى عرضه بتقديم المختصين الحاضرين في الجلسة وأتاح المجال لكل منهم لتقديم كلمته.
وشرح الدكتور سالتر في عرضه عن كيفية ظهور كوفيد-19 وكيفية الإعلان عنه كوباء، مع التركيز على الوضع الأوروبي. وسلط الضوء على كيفية استقصاء المصابين في المملكة المتحدة، كما شارك المبادئ التوجيهية والمواد التي وضعت واستخدمت لهذا الغرض. وأخيرا، تطرق إلى أهمية إبلاغ السكان بما يجري ولماذا.
وبدأ الدكتور مانكولا في العرض التالي بتسليط الضوء على أهمية تدابير الحظر في السيطرة على كوفيد-19. وذكر أيضاً كيف ساعدت هذه التدابير العديد من البلدان في إعداد الخدمات الصحية والفحوصات، مع إعطاء أمثلة على المساعدة التي قدمتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، كما ذكر السلبيات التي تنتج عن الحظر.
وشارك المتحدث الثالث الدكتور العبري تجربة عًمان، كما ذكر أن معظم الحالات المسجلة في عُمان كانت من غير العمانيين. وأكد أن الفاشية كانت في البداية مرتبطة بالسفر. ثم تحدث عن كيفية وضع عُمان في بداية الفاشية خطط الاستعداد والاستجابة لكوفيد-19 التي تم بناؤها على الخطة الوطنية للتأهب والاستجابة للطوارئ.
وشرح المتحدث الأخير الدكتور اليوبي الأساس المنطقي وراء رفع القيود، حيث تمكن المغرب من الحد من انتشار كوفيد-19، وذلك لأن تدابير الاحتواء طويلة الأجل أصبحت غير واقعية. كما أوضح الدكتور يوبي كيف ستسمح استراتيجية إزالة الحظر في المغرب بتجنب آلاف الإصابات والوفيات.
حضر هذا الندوة 269 شخص من المنطقة وخارجها. وتلت العروض الأربعة جلسة أسئلة وأجوبة والتي قام الدكتور اللامي بتيسيرها، وأجاب خلالها المتحدثون على أسئلة المشاركين. واعتبر هذه الندوة مقدمة ناجحة مليئة بنجاحات مستقبلية.