زعزع كوفيد-19 أنظمة التحصين وكشف عن تحديات أخرى تواجه هذه الأنظمة. وعلاوة على ذلك، أبلغ مقدمو الرعاية الصحية والعاملين الصحيين في العديد من البلدان عن الخوف من زيارة المنشآت الصحية تفادياً للتعرض المحتمل لخطر الإصابة بكوفيد-19. ويتزايد خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات تدريجيًا مع التأخير في إعطاء اللقاحات للأطفال المستحقين. ومن المحتمل أن نواجه حالات فاشيات للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات إذا أوقفنا التحصين الروتيني وبالتالي وجود احتمالية في زيادة الهشاشة في أوضاع أنظمة الرعاية الصحية التي تواجه تعثرا بالفعل في المنطقة.
واستمرارًا للندوات التي تتناول موضوع "التحصين"، أطلقت امفنت ندوتها الرابعة عبر الإنترنت في 11 آب، 2020 تحت عنوان: "الآثار المترتبة على خدمات التحصين والناجمة عن تردد المجتمع في الإقبال عليها وتراخي مقدمي الخدمة عن تقديمها بسبب كوفيد-19 وتدابير التخفيف من هذه الآثار" والتي تنفذ بالشراكة مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة وبالتعاون مع مكتب اليونسيف/المكتب الإقليمي لشرق المتوسط وشمال إفريقيا. أما بالنسبة إلى أهداف الندوة فهي تقتصر على المساهمة في تبادل الخبرات وجهود بناء القدرات في المنطقة وخارجها، حيث يحقق هذا الهدف من خلال توفير منصة تجمع خبراء على المستويات العالمية والإقليمية والقطرية لتبادل المعرفة من أجل معالجة تردد المجتمع في الإقبال على خدمات التحصين وتراخي مقدمي الخدمة عن تقديمها في سياق كوفيد-19.
وقام بتيسير الندوة ثلاثة مختصين في مجال الصحة وهم الدكتورة نيتو أباد وهي عالمة في السلوك في قسم التحصين العالمي في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، والدكتور دانيال نجيميرا رئيس أخصائيي التحصين في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط وشمال إفريقيا، والدكتور كامل أبو سل مدير البرنامج الوطني للتحصين الموسع في الأردن. وقامت بتيسير الندوة الدكتورة إليزابيث فيلهلم أخصائية الإعلام الصحي في قسم التحصين العالمي في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة والدكتور ماجد الجنيد مدير برامج الصحة العامة من الصحة الدولية للتنمية.
وافتتح الدكتور الجنيد الندوة بإعطاء ملخص مشيرًا إلى العوامل المختلفة التي تؤثر على الإقبال على التحصين. كما أشار إلى أن التردد في الإقبال على اللقاح ليس جديدًا على مستوى العالم أو المنطقة، حيث يواجه التحصين تحديا متزايدا لاكتساب الثقة، كما أضاف الدكتور الجنيد أن هذا التردد لا يقتصر على المستفيدين بل يشمل بعض مقدمي الخدمة الذين يحملون نفس معتقدات المجتمع. كما تحدَث عن تأثير كوفيد-19 على التحصين والأسباب الكامنة وراء ذلك. ثم قدم الدكتور الجنيد المتحدثين الضيوف موضحًا المحاور التي ستتناولها الندوة.
وبدأت الدكتورة آباد عرضها بشرح الجهات الفاعلة التي تؤثر على اتخاذ القرار بشأن اللقاح، كما أوضحت أن الثقة في اللقاح مبنية على الثقة في عناصر مختلفة: النظام الصحي والشخص الذي يقدم اللقاح واللقاح نفسه. كما أوضحت التدخلات الواعدة التي يمكن أن تساعد في الحد من التأثير السلبي لكوفيد-19 بناء على التجارب الموثقة للبلدان وهي: تعزيز أساليب المشاركة المجتمعية وزيادة قدرات مقدمي الرعاية الصحية على التواصل بشأن اللقاحات مع متلقيي الرعاية والاستجابة للمعلومات المضللة عن اللقاحات بهدف زيادة ثقة الجمهور.
وأعرب المتحدث الثاني الدكتور نجيميرا عن مخاوفه بأن البلدان تكافح تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات أثناء الاستجابة لكوفيد-19، كما سلط الضوء على الإرشادات الجديدة التي يجب اعتمادها على المستوى الوطني وذكر أمثلة لبعض النجاحات التي تحققت بالرغم من الوضع الوبائي في المنطقة، مثل تنفيذ حملات متعددة اللقاحات في سوريا وتنفيذ حملات الدفتريا وشلل الأطفال في اليمن. ثم أوصى بأربعة مجالات للعمل تشمل استئناف الخدمات وتنفيذ الحملات المؤجلة والمطالبة بتنفيذ التدخلات، بالإضافة إلى توثيق الدروس المستفادة من البلدان وتعزيز التنسيق بين الشركاء على المستويين الإقليمي والقطري.
وقدم المتحدث الثالث الدكتور أبوسل خلفية موجزة عن برنامج التحصين في الأردن وإنجازاته قبل انتشار كوفيد-19، كما أشار أيضا أن بعض من إجراءات التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار كوفيد-19 أدت إلى اختلال الخدمات الصحي، بما فيها انخفاض في تغطية التحصين. كما سلط الضوء على تدخلات برنامج التحصين الأردني للتخفيف من آثار كوفيد-19. وقدم كذلك ملخصاً للتحديات التي تواجه البرنامج بين اللاجئين. وفي نهاية العرض، أوصى الدكتور أبوسل بأن يتم تقيم التردد في الإقبال على اللقاح في الأردن بصورة رسمية.
وحضر الندوة 266 شخصاً، واختتمت الندوة بعد العروض التقديمية مع الدكتورة إليزابيث التي قامت بتيسير جلسة الأسئلة والأجوبة.