يشارك كل من برنامج تدريب الوبائيات الميدانية وفرق الاستجابة السريعة بشكل واسع في إطار خطط الاستجابة والتأهب الفعال لفيروس كورونا المستجد في البلدان. وتثبت هذه المشاركة النشطة أن كلاً من فرق الاستجابة السريعة وبرنامج تدريب الوبائيات الميدانية يمثل أحد الأصول الرئيسية في الاستجابة لمختلف حالات الطوارئ الصحية العامة ذات الصلة.

اطلقت امفنت ندوتها يوم الثلاثاء 25 آب عام 2020 بعنوان "دور برنامج تدريب الوبائيات الميدانية وفرق الاستجابة السريعة كخط استجابة أول خلال جائحة كورونا"، حيث سلطت هذه الندوة الضوء على دور كل من برنامج تدريب الوبائيات الميدانية وفرق الاستجابة السريعة بالإضافة إلى تقديم أمثلة من باكستان وتونس واليمن ومصر.

استضافت الندوة ثلاثة متحدثين بالإضافة إلى ضيفين وهم المدير التنفيذي/ المدير السريري لبرنامج تدريب الوبائيات الميدانية والمختبرات في المعهد الوطني للصحة في إسلام أباد-باكستان الدكتور عامر إكرام، والمديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والناشئة ومديرة برنامج تدريب الوبائيات الميدانية في تونس الدكتورة نصاف أبو عفيف، والمدير التنفيذي للصحة الدولية للتنمية/ امفنت الدكتور مهند النسور. كما استضافت الندوة مدير برنامج تدريب الوبائيات الميدانية في اليمن الدكتور عبد الحكيم كحلاني، ومديربرنامج تدريب الوبائيات الميداني في مصر الدكتورة سحر سامي. وقام بتيسير الندوة خبير الصحة العامة الأستاذ المشارك في جامعة بغداد - العراق الدكتور فارس اللامي، والمديرة الإقليمية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيدة هيذر بورك.

افتتح الدكتور اللامي الندوة بعرض أهم محاورها مركزا على دور برنامج تدريب الوبائيات الميدانية وفرق الاستجابة السريعة في السيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد وخفض معدلات الوفيات والإصابات، كما أضاف قائلا بأن مشاركاتهم المستمرة هي نتاج المعرفة المكتسبة من العمل في برامج تدريب الوبائيات الميداني وفرق الاستجابة السريعة وذلك لأنها تزود المتدربين بالخبرة العملية أثناء تنفيذهم المفاهيم النظرية على أرض الواقع. كما وضح الدكتور اللامي الدور الذي يقوم به كل من برنامج تدريب الوبائيات الميدانية وفرق الاستجابة السريعة في تعزيز النظام الصحي في بلدانهم وذلك عن طريق الكشف والإبلاغ والاستجابة للأحداث التي تهدد الصحة على المستوى الوطني والدولي، ثم قدم المتحدثين والضيوف والميسرة المشاركة السيدة هيذر بورك.

بدأ الدكتور مهند النسور محاضرته بإعطاء ملخص عن امفنت وعملها مع وزارات الصحة وشركاء آخرون في بناء قدرات العاملين في مجال الصحة، بالإضافة إلى تقديم الدعم في مجال الأبحاث العملية وتطوير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه الصحة العامة. كما سلط الضوء أيضاً على الدعم الذي تقدمه امفنت للبرنامج الوبائيات الميدانية والمختبرات من خلال توفير المساعدة الفنية وتيسير تنفيذ الأنشطة التدريبية في منطقة شرق المتوسط، كما أضاف أن مجالات الدعم الخاصة بالصحة الدولية للتنمية/ امفنت ترفع من نسبة المتدربين في برنامج الوبائيات الميدانية والمختبرات وتحسن من سبل الوقاية من العدوى ومكافحتها ومن الممارسات المختبرية، كما تحسن أيضا كل من عمليات التوثيق وجمع البيانات وتحافظ على التواصل مع الشركاء وتركز على الأولويات الإقليمية وتبادل الخبرات بين البلدان.

قدم الدكتور عامر ملخصاً عن برنامج الوبائيات الميدانية والمختبرات في باكستان وأهدافه التي يسعى من  خلالها إلى تعزيز القدرات الأساسية للعاملين في الأنظمة الصحية الدولية، كما ذكر أيضا أن جميع خريجي البرنامج يشاركون بفعالية في أنشطة التصدي لفيروس كورونا المستجد، حيث أجروا دراسات استقصائية لقياس نسبة الاستعداد لحالات الطوارئ وأنشطة الاستجابة الواردة في خطة التأهب والاستجابة لفيروس كورونا المستجد لمنظمة الصحة العالمية، وأضاف أن 568 من المقيمين والخريجين لبرنامج الوبائيات الميدانية والمختبرات شاركوا في التنسيق والتخطيط والرصد، كما شاركوا في مكونات مخاطر التواصل وإشراك المجتمع من خلال إنشاء آلية اتصال لنشر الرسائل والمواد الإعلامية. وعلاوة على ذلك، فقد انتشروا بكثافة على منافذ الدخول، كما أجرى خريجو هذا البرنامج تدريبات في المجال الطبي وغير الطبي في مجال الوقاية من العدوى ومكافحتها. واختتم الدكتور إكرام عرضه بالقول إن برنامج الوبائيات الميدانية والمختبرات كان مصدرًا كبيرًا للدعم خلال جائحة كوفيد-19 الحالية.  

أما بالنسبة للمتحدث الثالث، فقد عرفت الدكتورة نصاف أبو عليه جاهزية تونس وخطط استجابتها، حيث سلطت الضوء على دور برنامج الوبائيات الميدانية في مراجعة الخطط وتحديثها وتنفيذها، كما أضافت أن البرنامج شارك في الكشف عن الحالات وتأكيدها والاستقصاء حولها، بالإضافة إلى تطوير إجراءات العمل الموحدة الخاصة بالعلاج على المستويين الوطني والإقليمي. وعلى وجه الخصوص، تولى كل من برنامج تدريب الوبائيات الميدانية وفرق الاستجابة السريعة المسؤولية عن مجموعة نشاطات منها:

الرصد في منافذ الدخول والاستقصاء ومتابعة المرضى وتتبع المخالطين ومتابعة جميع الحالات التي تم إدخالها إلى المستشفى وتعزيز أنشطة المختبرات وإجراءات الحجر الصحي.

ومتابعة للعروض التقديمية، شارك الدكتور عبد الحكيم الكحلاني تجربة برنامج الوبائيات الميدانية في اليمن، حيث تحدث عن دوره في التصدي للوباء، وأضاف قائلا بأن المقيمين والخريجين في البرنامج أجروا التقييم على كل من منافذ الدخول وفرق الاستجابة السريعة وقدرات المختبرات وجاهزية المستشفيات لمكافحة العدوى والدعم اللوجستي، بالإضافة إلى التنسيق على المستوى الإقليمي ومستوى المقاطعات، كما ذكر أن مقيمي وخريجي البرنامج قد استكملوا الخطة الوطنية ووضعوا المبادئ التوجيهية. ومن ناحية أخرى، شاركت الدكتورة سحر سامي أيضاً تجربة البرنامج في مصر. وتحدثت عن مشاركة المقيمين والخريجين في تطوير وتحديث الخطة الوطنية للتأهب والاستجابة لطوارئ الصحة العامة، كما أضافت أن هذا البرامج شارك أيضاً في عمليات الفرز والمتابعة وجمع البيانات عند منافذ الدخول، كما أنه ساعد في تعزيز نظام الرصد الوطني من خلال وضع إجراءات تنفيذية.  

وحضر الندوة 269 شخص، حيث تلت العروض التقديمية الثلاث جلسة أسئلة وأجوبة ركزت المناقشة خلالها على مشاركة برنامج الوبائيات الميدانية وفرق الاستجابة السريعة على أنشطة الاستجابة لفيروس كورونا المستجد.