أثر كوفيد-19 سلباً على النظم الصحية بشكل عام، بما في ذلك تعطيل خدمات التحصين. وعلاوة على ذلك، تم تأكيد الإصابة بفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات في 26 بلداً في الفترة بين كانون الثاني وآذار 2020.

وفي هذه الظروف، عقدت امفنت ندوتها السادسة تحت عنوان " تأثير كوفيد-19 على استئصال شلل الأطفال وجهود القضاء على الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها باللقاحات ومكافحتها" كجزء من سلسلة ندواتها عبر الإنترنت في 15 أيلول، 2020. وكان من بين الخبراء المشاركين الدكتور جيفري ماكفارلاند وهو أخصائي علم الأوبئة الطبي ورئيس فريق القضاء على الحصبة في قسم التحصين العالمي في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، ولدكتور محمد عبيد الإسلام وهو أخصائي رصد وعضو في فريق عمل الرصد العالمي وعضو في فريق القضاء على المخاطر وعضو في فريق عمل التحصين ضد شلل الأطفال عن طريق الفم التابع للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور عز الدين محسني وهو خبير الصحة العامة وعضو فريق خبراء المجموعة الاستشارية الاستراتيجية، والدكتور مذيب جباره  وهو مدير برنامج التحصين الموسع الوطني في السودان وأستاذ مشارك في جامعة النيل في السودان.

وقام بتيسير الجلسة خبيرة الصحة العامة والرئيسة المشاركة السابقة في فريق خبراء المجموعة الاستشارية الإستراتيجية والرئيسة الحالية للجنة التحقق الإقليمية لشرق المتوسط المعنية بالحصبة والحصبة الألمانية في منظمة الصحة العالمية الدكتورة هيام نيكولا بشور. وبدأت الدكتورة بشور بمقدمة موجزة عن كوفيد-19 وتأثيره على أنظمة التحصين، كما عرضت أهم محاور الندوة وتحدثت عن تغطية التحصين مع تسليط الضوء على التحديات المشتركة التي تواجهها خلال كوفيد-19. ثم رحبت بالحضور وقدمت الضيوف المتحدثين.

وشارك الدكتور ماكفارلاند في عرضه الإحصائيات العالمية لكوفيد-19 وذكر أن العديد من البلدان أبلغت عن انقطاع الخدمات الصحية خلال هذا الوباء. وقدّم الدكتور مكفارلاند أنشطة التحصين التكميلية خلال كوفيد- 19. ومراحلها الثلاث وهي: مرحلة الطوارئ ومرحلة الاستئناف ومرحلة ما بعد الوباء. وذكر أن الكشف عن الحالات قد انخفض في حالات الطوارئ في شرق المتوسط ومنطقة غرب المحيط الهادي ومنطقة جنوب شرق آسيا بسبب الوباء. واختتم عرضه بالحديث عن رصد الحصبة وكيف يمكن لمجموعة متنوعة من العوامل أن تؤثر على انخفاض حالات الحصبة، وكيف أنه من الصعب تحديد آثار كوفيد-19 مع معدل القضاء على الحصبة. أما بالنسبة للمتحدث الثاني الدكتور عبيد الإسلام، فألقى الضوء على أوضاع كوفيد-19 والإحصائيات ذات الصلة في شرق المتوسط. وتحدث كذلك عن برنامج أنشطة التحصين التكميلية وكيفية سيرها في مرحلة الطوارئ منذ أوائل آذار، حيث حدثت زيادة كبيرة في عدد الحالات والبلدان المتأثرة في نفس الوقت، وأضاف أن جميع اتفاقيات أنشطة التحصين التكميلية قد توقفت. ومع ذلك، استمرت الوظائف الحاسمة مثل الرصد في المنطقة، وذكر أيضا أن البرنامج الآن في مرحلة الاستئناف وأوضح عن ضرورة تعايش البرنامج بالرغم من وجود كوفيد-19 وتكيفه معه.

أما بالنسبة للمتحدث الثالث الدكتور محسني، فعرض كل من تبعات كوفيد-19 على أنشطة التحصين في المنطقة والنتائج الرئيسية لاجتماع الفريق الاستشاري الفني للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية في نيسان، 2020 والاستطلاع الثاني للتحصين في سياق كوفيد-19. كما أوضح عن تأثر التحصين الروتيني سلباً بكوفيد-19. وأشار الدكتور محسني أن التحصين الروتيني في المرافق الثابتة لا يزال مستمراً، ولكن قدرة الاستيعاب تعتبر منخفضة بسبب القيود المفروضة على الحركة وخوف العاملين الصحيين وعدم الرغبة في توفير التحصين، بالإضافة إلى خوف الآباء من تحصين أطفالهم بسبب كوفيد-19.

ومن جانبه، قدم المتحدث الأخير الدكتور جبارة الملف القطري للسودان وتحدث عن زيادة خطر الإصابة بشلل الأطفال المشتق من اللقاحات والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها باللقاحات خلال كوفيد-19، كما شارك قصص النجاح من السودان. وأوضح أيضا أن تغطية التحصين في البلاد قد تأثرت سلباً بسبب كوفيد-19. وذكر أيضاً أن السودان أبلغ عما مجموعه 19 حالة من حالات فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات وست عينات بيئية. كما سلط الضوء على تأخر الكشف عن هذه الجائحة لمدة أربعة أشهر، مما زاد من خطر تفشي شلل الأطفال وغيره من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. وأشار أيضاً إلى بعض التحديات التي أثرت على التبليغ عن هذه الأمراض في البلاد خلال انتشار الوباء.

وعقب العروض الأربعة، اختتمت الدكتورة بشور الجلسة بتوجيه الشكر إلى المتحدثين والحضور. واختتمت الندوة ببعض الرسائل الرئيسية، التي ذكرت خلالها أن التحصين هو واحد من أكثر التدخلات الفعالة في الصحة العامة وأنه لا ينبغي تعطيله بسبب أي حالات طوارئ. وأضافت أنه ينبغي مواصلة خدمات التحصين ودعمها بسلسلة إمدادات فعالة. وأشارت على ضرورة استجابة البلدان لكوفيد-19 مع الاستمرار في بناء أنظمة تحصين أقوى للحد من خطر تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. كما سلطت الضوء على أهمية زيادة الاستثمار في عمليات التحصين الروتيني وأنشطة التحصين التكميلية والرصد الوبائي وإدارة البيانات والأبحاث ذات الصلة في برنامج التحصين الموسع.

وحضر الندوة ما مجموعه 218 شخصاً، واعتبرت الندوة السابعة من سلسلة ندوات امفنت عبر الإنترنت مبادرة ناجحة. حيث تقدم هذه الجلسات فرصة حوار افتراضية تشارك من خلالها مجموعة واسعة من الأشخاص كمساحة للنقاش عبر الإنترنت، حيث يتم التركيز من خلال هذه الندوات على قضايا الصحة العامة والتحديات التي تؤثر على شرق المتوسط في مجال الصحة العامة.