لفتت جائحة كورونا (كوفيد-19) انتباه العالم إلى ضرورة تعزيز الاستعداد المسبق لمثل هذه الفاشيات والحاجة الملحة للتدخل المبكر للتخفيف قدر الإمكان من عواقب الجائحة على المجتمع. وهنا تبرز أهمية الاعتماد على نظام متكامل وذي كفاءة وفعالية عاليتين لمراقبة الأمراض، وخاصة المراقبة القائمة على الحدث (EBS).

الرصد القائم على الحدث هو نوع من أنواع رصد الصحة العامة المنظمة التي تجمع وتحلل الإشارات المتعلقة بالمخاطر والتي قد تشكل تهديدا محتملا على الصحة العامة من خلال قنوات خارج أنظمة الرصد الروتينية. وهذه الإشارات هي مجموعة من المعلومات والشائعات والتقارير المخصصة الأخرى التي يتم نقلها عبر القنوات الرسمية (أي أنظمة التقارير الروتينية المعتمدة) والقنوات غير الرسمية (أي وسائل الإعلام والعاملين في مجال الصحة وتقارير المنظمات غير الحكومية).

ولتحسين الاستجابة السريعة لطوارئ الصحة العامة على المستويين الإقليمي والعالمي، توسعت امفنت بشكل استراتيجي لدعم البلدان في الكشف المبكر عن مخاطر وتهديدات الصحة العامة. فخلال العام الماضي، تعاونت الشبكة بشكل وثيق مع كل من المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) وجامعة كاليفورنيا الأمريكية في سان فرانسيسكو (UCSF) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) لدعم وزارة الصحة المغربية في تقوية نظام رصد الأمراض المعتمد لديها، مع التركيز بشكل خاص على آلية المراقبة القائمة على الحدث (EBS)، وقد انعكست آثار هذا التعاون على ترسيخ نظام الرصد المبني على الحدث في المغرب وتعزيز قدرتها على اكتشاف التفشيات المرضية بشكل استباقي والاستجابة لها بفعالية وفي الوقت المناسب، وبالتالي التقليل من الأضرار إلى الحد الأدنى.

تم تطوير إجراءات العمل الموحدة (SOPs) لتوحيد عملية الرصد القائم على الحدث  وتحديد الأدوار والمسؤوليات عبر جميع القطاعات المعنية. تم التركيز أيضا على تنفيذ المراقبة القائمة على المجتمع(CBS)  للكشف عن الفاشيات في الوقت المناسب والإيعاز بتطبيق إجراءات الاستجابة المناسبة.

وبعد تطوير إجراءات العمل الموحدة، تم تنظيم ورشات عمل تدريبية على المستويين الوطني ودون الوطني لموظفي وزارة الصحة، بالإضافة إلى الأشخاص المسؤولين في وزارة الداخلية، حول إجراءات العمل المطورة، للشروع في تنفيذ الرصد القائم على المجتمع. وقد بدأت المرحلة التجريبية في يناير 2023 في ست أقاليم عبر ثلاث جهات: الدار البيضاء (مولاي رشيد وبن سليمان)، الرباط (سلا وسيدي قاسم)، وطنجة (المضيق الفنيدق والفحص أنجرة).

في الآونة الأخيرة، تم إجراء زيارة مراقبة بين 29 يناير و 2 فبراير 2024 من قبل وزارة الصحة وامفنت والمراكز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، لمراقبة وتقييم تنفيذ نظام الرصد القائم على المجتمع في الأقاليم سابقة الذكر. حددت الاجتماعات مع مسؤولي التنسيق في وزارة الصحة التحديات والنجاحات التي حققتها المرحلة التجريبية. ولوحظ أن وزارة الصحة ملتزمة بتعزيز نظام الإنذار المبكر لديها.

وتخطط وزارة الصحة المغربية حاليا لتوسيع نطاق تنفيذ نظام الرصد القائم على المجتمع عبر المقاطعات والأقاليم الإدارية الأخرى، وضم قطاعات أخرى، مثل الصحة الحيوانية والبيئية. كما تخطط الوزارة لرقمنة نظام الرصد القائم على المجتمع مستقبلا.