ضمن الجهود المستمرة للاستجابة للتهديد المتزايد للأمراض المنقولة بواسطة البعوض، أطلقت امفنت، بالشراكة مع وزارة الصحة الاتحادية السودانية ووزارة الصحة في ولاية كسلا، مشروع "متطوعون لمكافحة النواقل" (Volunteers for Vectors-V4V ). تهدف هذه المبادرة إلى تمكين المجتمعات المحلية في المناطق الأكثر عرضة للخطر من خلال تدريب متطوعين على أساليب مجربة مكافحة البعوض، خاصةً من خلال معالجة مصادر تواجد اليرقات (LSM)، وذلك للحد من انتشار أمراض مثل حمى الضنك والملاريا.

انطلقت المرحلة التجريبية لمشروع "متطوعون لمكافحة النواقل" في أكتوبر 2024 بمدينة كسلا، التي تعاني من تفشي متكرر لأمراض مثل حمى الضنك والملاريا.  يهدف هذا المشروع الطموح إلى تحقيق حلول مستدامة وقائمة على المشاركة المجتمعية، حيث يستهدف نحو 3.5 مليون شخص بالولاية. ومن المتوقع أن يشكل نجاح المشروع في كسلا حجر الأساس لتوسيع نطاقه ليشمل ولايات أخرى تعاني من نفس التحديات.

في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة مع وزارة الصحة الاتحادية السودانية ووزارة الصحة بولاية كسلا والشركاء المحليين، تم عقد اجتماع تنسيقي رفيع المستوى بتاريخ 6 أكتوبر 2024، بحضور المدير العام لوزارة الصحة بولاية كسلا وممثلين عن الوزارتين الاتحادية والولائية.  وقد شكل هذا الاجتماع نقطة انطلاق رسمية لتعزيز التعاون المشترك ووضع اللبنات الأولى لإدماج السلطات الصحية المحلية في تخطيط وتنفيذ المشروع، بما يضمن استدامته وفاعليته.

وخلال اجتماع تعريفي آخر تم عقده يوم 14 أكتوبر 2024 في مبنى صندوق إعانة المرضى في كسلا، اجتمع ممثلو منظمات المجتمع المدني لمناقشة تفاصيل المشروع، وقد عبر الحضور عن حماسهم الكبير لهذا المشروع والتزامهم بدعمه، مؤكدين على أهمية إشراك المجتمعات المحلية لضمان نجاح هذه المبادرة الطموحة. هذا الدعم القوي يؤكد على أهمية هذا المشروع ويدل على تكاتف الجهود لتحقيق هدفنا المشترك وهو القضاء على الأمراض المنقولة بالنواقل.

وقال الدكتور الفاتح محمد مالك، الباحث الرائد في مجال الملاريا والمستشار الفني لامفنت في السودان: "يوفر مشروع متطوعون لمكافحة النواقل حلا مستداما قائما على المجتمع لمكافحة  البعوض وتقليل عبء حمى الضنك والملاريا. من خلال تدريب المتطوعين المحليين،سنمكّن المجتمعات من امتلاك زمام أمور صحتهم وتقليل تعرضهم للأمراض المنقولة بالنواقل".

انطلقت صافرة التنفيذ الميداني للمشروع من خلال تدريب 300 من المتطوعين في حى الشعبية، أحد أحياء مدينة كسلا، مما مهد الطريق لبدء مرحلة جديدة من العمل الميداني المكثف. بالتزامن مع ذلك، تم تشكيل كل من اللجنة التوجيهية واللجنة الفنية لتوفير الدعم اللازم لنجاح المشروع. وفي هذا الإطار، تعمل امفنت، بالتعاون الوثيق مع اللجنة الفنية، على تطوير دليل شامل لتوجيه المتطوعين في تنفيذ أنشطة مكافحة النواقل داخل المنازل، بالإضافة إلى أداة رقمية متطورة لجمع البيانات وتبادل المعلومات بشكل فوري، مما يعزز كفاءة العمل ويسهل عملية اتخاذ القرارات.

أكد السيد عبد العزيز حضرة، أحد قادة المجتمع المحلي، على أهمية تمكين المتطوعين في تحقيق النجاح المنشود للمشروع، قائلا: "إن نجاح هذا المشروع الطموح يكمن في قدرتنا على تمكين كل متطوع وتزويده بالأدوات والمعرفة اللازمة لتنفيذ مهامه على أكمل وجه. إنني أقدر بشكل خاص تصميم المشروع الذي يضع المسؤولية على عاتق كل فرد في حماية منزله، مما يعزز الشعور بالملكية والمسؤولية المجتمعية".

يعد مشروع "متطوعون لمكافحة النواقل" شاهدا حيا على التزام امفنت الراسخ بتعزيز الصحة العامة في السودان، وذلك من خلال تبني نهج مبتكر يجمع بين التعاون المجتمعي والممارسات المستدامة. ويمثل هذا المشروع، الذي يتكاتف فيه العمل مع السلطات الصحية المحلية والشركاء، خطوة نوعية في المعركة ضد الأمراض المنقولة بالنواقل، حيث يسعى إلى بناء مجتمعات أكثر صحة وأكثر قدرة على مواجهة التحديات الصحية.