ما تزال التأخيرات في الكشف عن الفاشيات والإبلاغ عنها والاستجابة لها تمثل تحديًا كبيرا في إقليم شرق المتوسط. ويقدّم نهج 7-1-7، القائم على الكشف خلال 7 أيام، والإبلاغ خلال يوم واحد، واستكمال الاستجابة الأولية خلال 7 أيام، إطارًا عمليًا وبسيطًا وقابلًا للتطبيق، معتمدًا على الأدلة لتعزيز أنظمة الاستجابة للفاشيات. وقد تم اعتماد هذا النهج بالفعل في عدة أقاليم تابعة لمنظمة الصحة العالمية، حيث يساعد البلدان على قياس مدى سرعة الاستجابة، وتحديد مواطن القصور، وتحسين الأنظمة من خلال التعلم في الوقت الفعلي.

وفي هذا السياق، استضافت امفنت الندوة السابعة والأربعين من سلسلة ندواتها الإلكترونية بعنوان:" تسريع الكشف عن الفاشيات، الإبلاغ عنها، والاستجابة لها في إقليم شرق المتوسط: الدعوة إلى نهج 7-1-7” وذلك في 16 سبتمبر 2025.

المتحدثون

أدار الجلسة اللواء الأستاذ الدكتور عامر إكرام، نائب رئيس الرابطة الدولية للمعاهد الوطنية للصحة العامة ورئيس المجلس الاستشاري لشبكة برامج التدريب في علم الأوبئة وتدخلات الصحة العامة. وشارك في الجلسة كل من:

• د. أمجد الخولي

  قائد فريق تقدير ورصد اللوائح الصحية الدولية، التأهب لحالات الطوارئ الصحية واللوائح الصحية الدولية

• د. داليا سمهوري

  أخصائية الصحية الرئيسية لصندوق الجائحة

• د. تايلر بورث

  المستشار الفني الرئيسي لتحالف 7-1-7.

• د. ماجد علي طاهر

  مسؤول التوعية الصحية في مركز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها، المعهد الوطني للصحة، باكستان

أبرز محاور النقاش

المنظور الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية

استعرض د. أمجد الخولي أمثلة من التهديدات الصحية الدولية الكبرى، مشيراً إلى أنه تم تطوير العديد من الأطر العالمية استجابةً لها، ومن بينها اللوائح الصحية الدولية (2005) التي تلزم البلدان ببناء القدرات اللازمة للوقاية والكشف والإبلاغ والاستجابة للأحداث الصحية العامة. كما أشار إلى التحديات المعقدة التي يواجهها إقليم شرق المتوسط، حيث يستضيف أكثر من نصف لاجئي العالم وسط صراعات متواصلة وفاشيات متكررة وأنظمة صحية هشة. وأكد أن تعزيز قدرات الاكتشاف المبكر والإبلاغ والاستجابة يظل أمراً حاسماً، مشدداً على أن أولوية المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية هي مساعدة البلدان على سد الفجوات وتحويل الأطر العالمية إلى إجراءات عملية تنقذ الأرواح.

دمج نهج 7-1-7 في إطار متابعة صندوق الجائحة

تحدثت د. داليا سمهوري عن استخدام نهج 7-1-7 في متابعة وتقييم مشاريع صندوق الجائحة، التي تدعم حالياً جهود التأهب في 75 بلدا. وأوضحت أن الصندوق يستخدم أيضاً أدوات تقييم ومتابعة اللوائح الصحية الدولية مثل JEE وSPAR، مشيرةً إلى أن 7-1-7 يمثل إضافة عملية من خلال توفير إطار قياسي للأداء، وتوجيه القرارات الاستثمارية، وإتاحة المقارنات بين البلدان. ورغم التحديات مثل عدم توفر البيانات، أكدت أن النهج يفتح فرصاً لإعادة ترتيب الأولويات الاستثمارية وتعزيز المساءلة.

نهج 7-1-7 والدروس العالمية

أوضح الدكتور بورث أن نهج 7-1-7 يقوم على فكرة أن كل فاشية مرضية تمثل فرصة للتعلّم من التجربة الواقعية. ويعتمد هذا النهج على مجموعة بسيطة من ثلاثة مؤشرات زمنية لتقييم وتحسين أنظمة الاكتشاف والإبلاغ والاستجابة خلال المراحل المبكرة من الفاشية. وبيّن كيف يمكن أن يسهم نهج 7-1-7 في تعزيز الأمن الصحي من خلال:

• تحسين الأداء: إذ يتيح تحديد مواطن الضعف بسهولة، ودفع إجراءات قصيرة وطويلة الأجل تؤدي إلى تحسين مستمر وسريع مع كل فاشية.

• المناصرة: حيث توفر البيانات الواضحة المستندة إلى مؤشرات بسيطة أساساً لتحديد الأولويات، وإبراز الحاجة إلى الموارد والتدخلات السياساتية.

• المساءلة: إذ إن تقييم الأداء وفق مؤشرات واضحة ومباشرة يسهّل المتابعة، ويعزز الشفافية في التقارير، مما يتيح إظهار أثر التدخلات بشكل أوضح.

وشدّد على أن تحقيق أهداف 7-1-7 ممكن في معظم الفاشيات، وأن العديد من العوائق يمكن التغلب عليها بتكاليف ضئيلة أو حتى من

وأكد أن تطبيق نهج 7-1-7 ممكن في معظم الفاشيات، وأن كثيراً من التحديات يمكن تجاوزها بتكاليف بسيطة أو حتى من دون تكلفة. كما أوضح أن تحالف 7-1-7 يضم حالياً 66 بلدا: 22 منها بدأت بتطبيق النهج، و19 في مرحلة التبني الأولى، و25 ما زالت في طور الاستكشاف. ويربط مجتمع الممارسة العالمي التابع للتحالف أكثر من 200 عضو من 40 بلدا.

تجربة باكستان الوطنية

شارك د. ماجد طاهر تجربة باكستان الرائدة في تبني نهج 7-1-7، حيث بدأت البلاد في تنفيذه عام 2025 عبر مشروع تجريبي في إقليم خيبر بختونخوا، بعد مشاورات وطنية وجهود مناصرة. وقد طورت باكستان أداة موحّدة للتحقيق في الفاشيات، وجرى توحيدها بين الأقاليم ودمجها في نظام DHIS-2 الوطني. ورغم التحديات مثل محدودية التمويل وتزاحم الأولويات الصحية ومخاوف التداخل مع الأنظمة القائمة، ساهمت جهود المناصرة التي قادها المعهد الوطني للصحة وخريجو برامج تدريب الوبائيات الميدانية، إلى جانب الشركاء الدوليين، في تحقيق تقدم ملحوظ. وأكد د. طاهر أن الاستدامة ستتطلب استمرار بناء القدرات وتوفير التمويل المحلي.

النقاش العام والأسئلة من المشاركين

استقطبت الجلسة أكثر من 250 مشاركاً من داخل الإقليم وخارجه، بمن فيهم صناع السياسات والممارسون والشركاء الدوليون، لمناقشة أهمية النهج وتبادل تجارب التنفيذ المبكرة. وركز النقاش على كيفية دمج 7-1-7 في الأنظمة القائمة، والتحديات التي تواجه المنطقة وسبل معالجتها، والدور الداعم للشركاء الدوليين مثل صندوق الجائحة، إضافة إلى فرص ربط النهج ببرامج التدريب الميداني في علم الوبائيات.

الرسائل الرئيسية

• يُعد 7-1-7 أول تقييم عملي شامل في الوقت الفعلي لمدى سرعة البلدان في اكتشاف واحتواء التهديدات الناتجة عن الأمراض المعدية.
• يستخدم هذا النهج مجموعة مبسطة من ثلاثة مؤشرات زمنية لتقييم وتحسين أنظمة الاكتشاف، والإبلاغ، والاستجابة خلال المرحلة المبكرة من الفاشية.
• يوفّر الشفافية، ويُيسّر جهود الدعوة، ويعزز المساءلة، ويدفع نحو التحسين السريع في مجال الكشف المبكر عن الفاشيات والاستجابة لها.
• تظهر تجارب البلدان، مثل تجربة باكستان، أن القيادة الوطنية والتعاون الإقليمي عنصران أساسيان لدفع عجلة التقدم.

شاهد الندوة هنا.

اقرأ المزيد عن تحالف 7-1-7 هنا.