عُقدت الدورة الثانية والسبعون للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في القاهرة، جمهورية مصر العربية، خلال الفترة من 15 إلى 17 أكتوبر 2025، تحت شعار "معًا من أجل مستقبلٍ أوفر صحة: العمل، الإتاحة، الإنصاف". وجمعت هذه الدورة وزراء الصحة، وصناع السياسات، والخبراء من البلدان والمناطق الـ22 الأعضاء في الإقليم، لمناقشة أبرز التحديات الصحية الملحّة، وتحديد الأولويات والاستراتيجيات التي ستُوجّه جدول أعمال الصحة في الإقليم خلال السنوات القادمة.

وتُعد اللجنة الإقليمية الجهاز الرئاسي لمنظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط، إذ تُوفّر منصة لتعزيز التضامن الإقليمي واتخاذ القرارات الجماعية بشأن القضايا الصحية الأساسية. واستعرض المشاركون التقدم المُحرز ضمن الخطة التشغيلية الاستراتيجية الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية (2025–2028)، وناقشوا أولويات رئيسية شملت القضاء على شلل الأطفال، والتحصين، وتعافي النُظُم الصحية في البيئات الهشة والمتضررة من النزاعات، وتعزيز الرعاية التلطيفية، وتحسين السلامة والأمان البيولوجي، والتصدي لتأثيرات تغيّر المناخ على الصحة.

وبعد مداولات مستفيضة، اعتمدت اللجنة الإقليمية خمس قرارات تغطي هذه الأولويات الحيوية. وفي خضم هذه المناقشات، شاركت امفنت بصفتها جهة عاملة غير حكومية، وقدّمت خبراتها الميدانية ورؤاها الإقليمية في الجلسات التقنية والسياساتية طوال فترة انعقاد اللجنة.

الوصول إلى الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعات من اللقاحات

تناول أحد القرارات الرئيسة مسألة الوصول إلى الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعات من اللقاحات وتعزيز القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، داعيًا الدول الأعضاء إلى تحديد الأطفال الذين لم يتلقوا أي لقاح روتيني وتطعيمهم، مع تحديد أهداف واضحة للتخلص من الحصبة الألمانية بحلول عام 2035.

وخلال هذه المناقشة، عرضت الدكتورة ندى أحمد، مدير مركز الاتصال وتعزيز الصحة، توصيات امفنت بشأن تقليص فجوات التمنيع. وأشارت إلى الجهود المستمرة التي تبذلها المنظمة لدعم الدول في تعزيز توليد الطلب، ومعالجة التردد في أخذ اللقاحات، ودمج خدمات التمنيع ضمن برامج صحة الأم والطفل.

وقالت الدكتورة ندى أحمد: " إن الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعات من اللقاحات، أو لم يُستكمل تطعيمهم، يجسّدون مجتمعاتٍ تركتها أنظمتنا الصحية خلفها. فلا بد أن يكون كل طفلٍ متروكٍ مرئيًّا، ومتعقَّبًا، ويُوصَل إليه في نهاية المطاف."

اقرأ المزيد عن عمل امفنت في مجال التمنيع

سد الفجوات في التأهب للطوارئ وتعافي النظم الصحية

تناول قرار آخر تعافي النُظُم الصحية في البيئات الهشة والمتضررة من النزاعات، محددًا إجراءات تضمن استعداد الدول بشكلٍ أفضل لمواجهة الأزمات مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية، وتحويل الأزمات إلى فرص "لإعادة البناء بشكلٍ أفضل".

وخلال هذه الجلسة، عرض الدكتور مهند النسور، المدير التنفيذي لامفنت، خبرة المنظمة في تعزيز القدرات الوطنية ودون الوطنية من خلال تقديم الدعم التقني ونشر خريجي برامج تدريب الوبائيات الميدانية ودعم فرق الاستجابة السريعة وتعزيز نظم الترصد وإدارة البيانات. كما أشار إلى استمرار عمل امفنت في غزة والسودان، مؤكدًا التزامها بدعم العمليات الصحية العامة في البيئات الهشة والمتأثرة بالنزاعات.

وقال الدكتور النسور: " تؤكد امفنت التزامها الراسخ بالعمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز الجاهزية، ورفع قدرات الاستجابة، والمساهمة في تعافي النُّظُم الصحية وتعزيز قدرتها على الصمود في مختلف بلدان الإقليم."

اقرأ المزيد عن عمل امفنت في إدارة الطوارئ الصحية العامة وتنمية القوى العاملة

تعزيز الرعاية التلطيفية

اعتمدت الدول الأعضاء إطارًا إقليميًا لتعزيز الرعاية التلطيفية في المستشفيات والرعاية الصحية الأولية والمجتمعات المحلية. وقد أكدت امفنت أن الرعاية التلطيفية حقٌّ إنساني أساسي وجزءٌ جوهري من أي نظام صحي يركّز على الإنسان، داعيةً إلى التحول نحو النماذج المجتمعية التي تُخفف العبء عن الخدمات الصحية المجهدة وتُعزز رفاه المرضى وعائلاتهم.

اقرأ المزيد عن إطار امفنت لتعزيز الرعاية الصحية الأولية من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة

تعزيز السلامة والأمان البيولوجي

كما اعتمدت اللجنة توصياتٍ تهدف إلى تقليل المخاطر البيولوجية إلى أدنى حد وتعزيز السلامة في المختبرات الصحية. وشددت امفنت على أهمية تعزيز الأطر الوطنية للسلامة والأمان البيولوجي من خلال نهجٍ وطني متكامل ومستدام، مؤكدةً استمرار دعمها للدول في تعزيز الأمن الصحي ونشر ثقافة السلامة والجاهزية.

اقرأ المزيد عن عمل امفنت في إدارة المخاطر البيولوجية

التصدي لتغير المناخ

كما وافقت اللجنة على الانتهاء من خطة عمل تنفيذية جديدة بشأن تغيّر المناخ والصحة في الإقليم، بهدف التصدي للتحديات الصحية المتزايدة الناجمة عن التغيرات المناخية. ويُعد تغيّر المناخ أحد المجالات ذات الأولوية في عمل امفنت، حيث أعدّت المنظمة دليلًا تشغيليًا حول تغيّر المناخ والصحة يوضّح آثاره الصحية ويُوصي بإجراءات لتعزيز دمج الصحة والمناخ ضمن السياسات الإقليمية.

اقرأ الدليل التشغيلي

التزام مشترك بالتضامن والعمل الإقليمي

أكدت مشاركة امفنت في الدورة الثانية والسبعين للجنة الإقليمية التزامها الثابت بالتعاون الإقليمي والدولي، وتبادل المعارف، وتعزيز التضامن في مجال الصحة العامة. وبالشراكة مع وزارات الصحة ومنظمة الصحة العالمية وسائر الشركاء، تواصل امفنت جهودها الرامية إلى تعزيز الجاهزية، وترسيخ الإنصاف، وتعزيز الأمان البيولوجي، ودعم صمود النظم الصحية في أرجاء الإقليم، بما يسهم في تحقيق الأمن الصحي والإنصاف الصحي للجميع.

اطّلع على الأثر الإقليمي والعالمي لامفنت في تقريرها السنوي بمناسبة مرور خمسة عشر عامًا على تأسيسها.