مع تزايد عدد الحالات المؤكدة من نوع Cكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، تزداد أهمية اعتماد تدابير الكشف المبكر على نحو عاجل. وفي هذا السياق، تضطلع مختبرات الصحة العامة بدور حاسم في الاستجابة لـ كوفيد-19.

ولتسليط الضوء على هذه المسألة، نفذت امفنت في يوم الثلاثاء 29 أيلول 2020 ندوة عبر الإنترنت بعنوان "دور مختبرات الصحة العامة والاختبارات في الاستجابة لـ كوفيد-19". وقد ألقت الندوة الإلكترونية الضوء على الدور الحاسم الذي تؤديه مختبرات الصحة العامة في الاستجابة لـ كوفيد-19. ودارت المناقشة حول الأنواع المختلفة من الاختبارات المتاحة لتشخيص كوفيد-19 وأدائها.

وترأس الجلسة ثلاثة خبراء في مجال الصحة وهم: أستاذ علم الأحياء المجهرية والمناعة، الجامعة الأردنية، استشاري أمراض سريرية، قسم الطب المختبري، مستشفى الجامعة الأردنية، معالي الدكتور عزمي محافظة؛ مدير علم الأحياء الدقيقة السريرية في قسم علم الأمراض والطب المخبري، المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، الدكتور جورج الأعرج؛ والأستاذ المساعد في قسم علم الأحياء المجهرية وعلم المناعة، جامعة جورجتاون وعضو مركز علوم الصحة العالمية وأمنها، الدكتورة إيرين سوريل.  وقام بتيسير الندوة رئيس فريق مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصحة الدولية للتنمية|امفنت، الدكتور طارق السنوري.

وبدأ الدكتور السنوري الندوة بعرض الوضع الحالي فيما يتعلق باختبارات "كوفيد-19" ومستلزماتها المتاحة واستراتيجيات الاختبار في المنطقة.  كما سلط الضوء على دور المختبرات خلال كوفيد-1، خاصة فيما يتعلق بتحديد الحالات وتشخيصها وتأكيد الحالات.  ثم قدم المتحدثين وعرض موضوع الندوة.

و استهل الدكتور محافظة عرضه بالإشارة إلى أن عدد الحالات المؤكدة من نوع كوفيد-19 على مستوى العالم قد تجاوز 30 مليون حالة، وأن معدل الحالات المؤكدة قد ارتفع أيضاً في الأردن حتى 27 أيلول 2020. ثم وصف سارس - CoV-2 بأنه فيروس حمض نووي ريبي متعدد الأشكال، مغلف، موجب أحادي السلسلة، ويتراوح حجمه من 80 ملم إلى 160 ملم مع شكل مميز.، وشرع في شرح المزيد عن شكل الفيروس والأسرة التي يأتي منها. ثم انتقل إلى شرح أنواع العينات المستخدمة في تشخيص الفيروس التاجي مشيرا إلى أنها أساسا عينات من الجهاز التنفسي على الرغم من أن من الممكن أيضا الكشف عن الفيروس من خلال الدم والبراز. و وقال الأستاذ محافظة إن هناك فرصة للقراءات للكشف عن نتائج خاطئة سلبية وإيجابية، لهذا فمن الضروري وجود عملية مراقبة للجودة.

وفي العرض الذي قدمه الدكتور الأعرج ذكر أن نظام المناعة يتكون من ذراعين رئيسيين: الذراع الخلوي، والذراع الخلطي، بالإضافة إلى الخلايا الضامة والوحيدات المناعية الأخرى التي تعزز المناعة الفطرية.. ثم تحدث عن الجرعات المعدية من مختلف العوامل وطرقها، مشيرا إلى أن الجرعة المعدية الدقيقة لـ كوفيد-19 لم تحدد بعد. وسلط الضوء على حقيقة أن ارتداء الكمامات يمنع ويقلل من الجرعة الفيروسية المعدية. ثم أوضح الدكتور الأعرج أن مستوى الفيروس القابل للكشف يتم تحديده من خلال فحص تفاعل البوليمراز المتسلسل. وأضاف أيضاً أن مدة الإيجابية في نتيجة فحص تفاعل البوليمراز المتسلسل يمكن أن تطول لأسابيع، ويرجع ذلك في الغالب إلى وجود فيروس غير كامل. وفي هذا الصدد، أوضح كذلك أن الشخص لا يلتقط الفيروس في بعض الأحيان، بل يلتقط أجزاء من الفيروس. وأضاف أننا بحاجة إلى الاعتماد على ما تم تقييمه ونشره بسبب سحب العديد من الاختبارات التي تعطي نتائج مضللة، وتؤدي بالتالي إلى المزيد من التضليل للتشخيص وعمل الأطباء.

وأوضح المتحدث الثالث الدكتور سوريل أن مختبرات التشخيص والصحة العامة ضرورية لتوفير الإنذار المبكر بتفشي الأمراض على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية.  وأضاف أن تحقيق اختبارات تشخيصية وتأكيدية دقيقة وموثوقة وفي الوقت المناسب وآمنة من جميع مستويات شبكة المختبر يتطلب التنفيذ المستمر لنظام إدارة الجودة في المختبر على جميع المستويات. وأضاف الدكتور سوريل أيضا أن العالم يواجه العديد من التحديات في مجال الاختبارات،  ومن بينها تحديد العدد الرئيسي المطلق للاختبارات التي ينبغي أن تنفذ على أساس يومي وأسبوعي وشهري لكل بلد ومنطقة ودولة.

وأوضح كذلك أن التحديات تشمل الموارد المالية والبشرية المحدودة، والافتقار إلى طرق نقل موثوقة وشبكات مختبرات على الصعيد دون الوطني، وعدم وجود نظم متكاملة لإدارة البيانات والإبلاغ عنها، ووجود مجموعات اختبار عديدة ذات نوعية متغيرة تسفر عن نتائج مختلفة. وأضاف أنه يوصى لمواجهة هذه التحديات بإنشاء عينات تجميع ناجحة لاختبار تفاعل البوليمراز المتسلسل ودمج اختبارات المستضد السريع للرصد، والشروع في برامج الاختبار تتناسب مع حجم الوباء في البلاد.

وتبع العروض جلسة مناقشة قام بتيسيرها الدكتور السنوري.  وركزت جلسة المناقشة على الأسئلة ذات الصلة والهامة التي طرحها المشاركون. وحضر الندوة مائتان وتسعة وأربعون شخصا، واعتبرت الندوة السابعة ضمن سلسلة ندوات امفنت عبر الانترنت في مبادرة ناجحة.