كشف فيروس كورونا المستجد عن الفجوات في أنظمة تقديم الرعاية الصحية وتم من خلاله الكشف عن أوجه عدم الإنصاف على المستوى العالمي. وفي الوقت نفسه، أدت الأزمة إلى أعمال تعاونية مبهرة بين مختلف القطاعات. وعلاوة على ذلك، عززت أيضا مشاركة المجتمع في التصدي للتحديات الوطنية في البلدان في أرجاء المنطقة.

أطلقت الصحة الدولية للتنمية/امفنت ندوتها الثالثة كجزء من سلسلة ندواتها عبر الإنترنت بعنوان "فيروس كورونا المستجد: فرصة لأنظمة صحية أكثر إنصافا". وقد قاد الندوة ثلاثة مختصين في مجال الصحة وهم: مدير المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية ورئيس قسم الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة في كلية الصحة العامة في كلية إمبريال - لندن الدكتور سلمان رواف، ورئيس قسم علوم الصحة المجتمعية في جامعة آغا خان في كراتشي- باكستان الدكتور سامين الصديقي، والأستاذ المساعد في الصحة العامة والوبائيات في كلية الطب في جامعة خليفة في أبو ظبي- الإمارات العربية المتحدة الأستاذ الزائر في جامعة إدنبره الدكتور باسم العمري. وقد قام بتيسير هذه الندوة عبر الإنترنت كل من مستشار الأنظمة الصحية لدى منظمة الصحة العالمية الدكتور موسى العجلوني والمدير التنفيذي للصحة الدولية للتنمية/امفنت الدكتور مهند النسور.

افتتح الدكتور مهند النسور الجلسة بإعطاء ملخص عن فيروس كورونا المستجد وقدم موضوع الندوة حيث تحدث بالتحديد عن تأثير الأزمة العالمية لفيروس كورونا كعامل مساهم في تفاقم ضعف الأنظمة الصحية. وشدد أيضا على أهمية الإنصاف في الأنظمة الصحية وقدرتها على التحمل وجاهزيتها للتصدي للوباء، ثم رحب بالحضور وقدم المتحدثين والميسر الثاني.

شارك الدكتور سلمان الرواف الإحصائيات العالمية لفيروس كورونا المستجد في بداية جلسة العرض التقديمي. كما ذكر أيضا أن استجابة الأنظمة الصحية في بعض الدول كانت أفضل من غيرها ولكن بشكل عام، لم يستجب العالم بأسره بشكل جيد لفيروس كورونا المستجد. كما تحدث الدكتور سلمان عن الحاجة لتحسين مرونة الأنظمة الصحية وإنصافها. أنهى عرضه التقديمي بذكر أن حدية الموجة الثانية من في فيروس كورونا المستجد تعتمد بشدة على سلوكيات الناس، جاهزية النظام الصحي وإدارة الأزمات وحماية العاملين الصحيين وبيانات الوبائيات والرقابة والفحوصات واستقصاء المخالطين وتعاون جميع أصحاب المصلحة.

أما بالنسبة للمتحدث الثاني، فقد شرح الدكتور سامين صديقي عن مفهوم الإنصاف في المجال الصحي مشيرا إلى أن كل شخص لديه فرصة عادلة ليكون صحيا قدر الإمكان. كما أضاف الدكتور صديقي: "أن تتوقع أن يوفر النظام الصحي في باكستان الذي يعاني من نقص مزمن في التمويل استجابة من الدرجة الأولى لوباء بحجم فيروس كورونا المستجد يشبه بتوقع أداء الطفل الذي يعاني من سوء التغذية الحاد في المدرسة أن يكبر ليصبح قادراً على المنافسة على المستوى العالمي". وأنهى الدكتور صديقي عرضه التقديمي بمشاركة بعض الرسائل حول معاناة البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط وشرق المتوسط من قضايا الإنصاف في الأنظمة الصحية وكيف عزز فيروس كورونا المستجد أوجه عدم المساواة في القطاعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية مع العبء المفرط على الشرائح الفقيرة من السكان.

أما بالنسبة للمتحدث الأخير، فقد قارن الدكتور باسم العمري الإحصائيات العالمية لفيروس كورونا المستجد وإحصائيات دولة الإمارات العربية المتحدة. كما صرح أيضا أن معدل الوفيات المتدني في الإمارات هو بسبب الاستجابة الفعالة للنظام الصحي للأزمة. وقدم ما تم اتخاذه من إجراءات في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك الاستجابات المبكرة والتدريجية للغلق والتعقيم الوطني المبكر لفيروس كورونا المستجد وتوافر الفحوصات وإمكانية الوصول إليها، بالإضافة إلى بناء مراكز الفحوصات الميدانية. وفي نهاية العرض التقديمي، قدم جدول الإجراءات الفعالة المتخذة في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك قبل نشر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا إرشادات مكافحة فيروس كورونا المستجد.

وعقب هذه العروض التقديمية، اختتم الدكتور النسور الجلسة بتوجيه الشكر إلى المتحدثين والميسر والحضور، وقدم بعض الرسائل الرئيسية وذكر أنه يتعين على البلدان أن تستجيب لفيروس كورونا المستجد مع الاستمرار في بناء أنظمة صحية أقوى وأن تعزيز الأنظمة الصحية أمر ضروري لبناء القدرة على الصمود والتكيف. وأضاف أيضاً أنه من الضروري زيادة الاستثمار في الصحة العامة ورصد الوبائيات وإدارة البيانات والسجلات الصحية والبحوث لسد الفجوات والقضاء على عدم المساواة. ومن جانب آخر، قال إنه يجب على البلدان أن تعتمد التغطية الصحية الشاملة وأن تدعم العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان. وأخيرا، يجب أن تكون الإجراءات التي عززت النظام الصحي مستدامة.

وحضر الندوة 205 شخص. وعرض المتحدثون الثلاثة الدروس المستفادة بشأن الإنصاف في المجال الصحي في سياق مبادرة فيروس كورونا المستجد من منظورات البلدان العالمية المرتفعة الدخل والبلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ثم عقد الدكتور موسى العجلوني جلسة نقاشية بعد العروض التقديمية وركزت الجلسة النقاشية على أسئلة هامة وذات صلة قام المشاركون بطرحها.