في 26 أيلول/ سبتمبر، وهو اليوم العالمي للصحة البيئية، اتحد العالم والخبراء للحديث عن كيفية ارتباط البشر والحيوانات والبيئة بالصحة. واعترافاً بهذا اليوم الخاص، عقدت الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت EMPHNET) ندوة عبر الإنترنت، حيث ناقش الخبراء موضوع "الصحة الواحدة" وكيفية ترابط هذه الأجزاء الثلاثة (البشر، الحيوانات، والبيئة) مع بعضها البعض.

تُعد هذه الندوة جزءً من "سلسلة ندوات امفنت الإلكترونية EMPHNET WEBi Series" حول مفهوم الصحة الواحدة والتي بدأتها (امفنت EMPHNET ) ومعهد مثلث البحوث (RTI) في تموز/ يوليو 2023. حيث كانت الندوة الأولى في يوليو بعنوان "الحفاظ على تعاون هادف متعدد القطاعات من أجل صحة واحدة: شروط النجاح". ولذا وفي اليوم العالمي للصحة البيئية واستمراراً للجهود السابقة، تعاونت (امفنت EMPHNET) ومعهد مثلث البحوث (RTI) ومجموعة عمل الصحة البيئية (EHWG) التابعة للاتحاد العالمي لرابطات الصحة العامة (WFPHA) من أجل استضافة ندوة أخرى عبر الإنترنت تتعمق في موضوع الصحة البيئية والتي عُقدت بعنوان "تطويع الصحة العامة البيئية العالمية: حماية الصحة للجميع، كل يوم".

 وكان لهذه الندوة هدفين رئيسيين، أولاً: مناقشة مفهوم الصحة الواحدة ومبادرات الصحة البيئية الناجحة ضمن نهج الصحة الواحدة بالإضافة إلى مشاركة الدروس والرؤى الهامة من أنحاء العالم. ثانياً: منح المشاركين فرصة لإجراء مناقشات هادفة وتبادل الأفكار حول السياسات المختلفة ذات العلاقة، والتوصل إلى حلول عملية للحد من المخاطر المتعلقة بالصحة البيئية.

كما وتم تنظيم هذه الندوة على شكل حلقة نقاش تضم ثلاثة خبراء في مجال الصحة الواحدة والصحة البيئية وهم: الدكتورة كريستي إل إيبي، خبيرة في الصحة المناخية وبروفيسورة في مركز جامعة واشنطن للصحة والبيئة العالمية. السيد باتريك إيكوارا، مؤسس مبادرة ليندا مازينجيرا في كينيا ويُمثل منظمات المجتمع المدني في كينيا والتي تعمل في مجال الحفاظ على البيئة وتغير المناخ وهو أيضاً عضو في لجنة الحفاظ على الغابات. الدكتورة شادية وانوس، التي عملت سابقاً كمسؤولة إقليمية للصحة الواحدة في أفريقيا، وتشغل حالياً منصب المنسق العالمي للصحة الواحدة وأخصائي أول في المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH). كما قامت السيدة هانا ماركوس، رئيس مشارك للاتحاد العالمي لرابطات الصحة العامة (WFPHA) - مجموعة عمل الصحة البيئية (EHWG)، بتيسير الجلسة.

قدمت السيدة ماركوس نظرة عامة عن أهمية اليوم العالمي للصحة البيئية. كما وشرحت باختصار مفهوم الصحة الواحدة، استناداً إلى تعريف منظمة الصحة العالمية (WHO)، مشيرة إلى أنه نهج متكامل وموحد يهدف إلى تحقيق التوازن المستدام وتحسين صحة الإنسان والحيوان والبيئة. حيث سلطت الضوء أيضاً على مساهمة امفنت في تعزيز نهج الصحة الواحدة في منطقة شرق المتوسط وخارجها، بما في ذلك تطوير دليلين تشغيليين حول الصحة الواحدة وتغير المناخ.

وفي العرض الذي قدمته دكتورة وانوس، وضحت الدكتورة أن الصحة الواحدة تتلقى الكثير من الاهتمام مؤخراً كوسيلة وأداة لمعالجة دوافع المخاطر الصحية. وأوضحت أن مفهوم الصحة الواحدة يعترف بالترابط بين صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة، وبالتالي يؤكد على الحاجة إلى التعاون بين القطاعات والتخصصات. كما قدمت الدكتورة وانوس خطة العمل المشتركة للصحة الواحدة (OH JPA)، وهي خطة خماسية السنوات تهدف لتعزيز الصحة الواحدة. وقامت أيضاً بعرض مبادرة "الطبيعة من أجل الصحة" (N4H)، التي تم تأسيسها من قبل ثمانية شركاء مؤسسين. حيث تهدف هذه المبادرة إلى منع الأوبئة من خلال معالجة الصلة بين تغير المناخ والبيئة والصحة. كما قدمت الدكتورة وانوس رؤى حول عمل مبادرة "الطبيعة من أجل الصحة" (N4H) في منغوليا، ومشروع المناطق البيئية (PROVNA) الذي تقوده المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) والذي يعمل على مراقبة الأمراض المنقولة بواسطة النواقل (VBDs).

شارك أعضاء اللجنة الآخرون أمثلة لمبادرات الصحة البيئية الناجحة في إطار نهج الصحة الواحدة، استناداً إلى عملهم وخبراتهم الأكاديمية والعملية. ومن جهتها، ناقشت الدكتورة إيبي بحثها حول العوامل التي تؤثر على الصحة، وخاصة في المجتمعات الحضرية المعرضة للخطر وسلطت الضوء على تأثير عوامل مثل وجود الأشجار على القضايا المتعلقة بالحرارة في المناطق ذات الدخل المنخفض وأكدت على الحاجة إلى نهج قائم على الأنظمة لمواجهة التحديات الصحية المعقدة.

وأكدت الدكتورة إيبي على أهمية الشراكات خارج قطاع الصحة، بما في ذلك التعاون مع خبراء الأرصاد الجوية وعلماء المناخ من أجل مبادرات زراعة الأشجار. وأكدت الدكتورة وانوس أيضاً على أهمية ما طرحته الدكتورة إيبي وأضافت أن التمويل المستدام والدعم السياسي لمواجهة التحديات البيئية بفعالية ضروري.

وفيما يتعلق بالتحديات والفرص في مجال الصحة البيئية وتغير المناخ، ناقشت الدكتورة إيبي والدكتورة وانوس استراتيجيات مختلفة ذات صلة، بما في ذلك دمج مسؤوليات تغير المناخ والصحة في أوصاف الوظائف والاستفادة من التمويل من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ. كما سلطا الضوء على أهمية أنظمة الإنذار المبكر، التي تدعمها منظمات مثل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).

من جانبه، شارك السيد إيكوارا من كينيا رؤاه حول المبادرات والاستراتيجيات المتعلقة بتغير المناخ والصحة. وتحدث أيضاً عن معارف السكان الأصليين وأهمية بناء القدرات داخل المجتمعات وضمان فهم السكان المحليين لأهمية زراعة الأشجار والحفاظ على البيئة. وأضاف أن تطوير نماذج واضحة لتمويل مبادرات تغير المناخ أمر مهم، خاصة بما يخص الشباب والمنظمات المجتمعية التي تشارك في جهود الحفاظ على البيئة.

وقامت السيدة ماركوس بعد انتهاء مناقشة المشاركين بتسهيل جلسة الأسئلة والأجوبة. وحضر حوالي 100 مشارك الندوة مُسطّرةً نجاحاً آخر في سلسلة ندوات امفنت الإلكترونية " EMPHNET WEBi Series".

وفي ملاحظاتهم الختامية، أكد المشاركون على أهمية المشاركة المجتمعية، وخاصة مع السكان المحليين والأصليين. وتحدثوا أيضاً عن اعتماد مناهج شاملة مثل "الصحة الواحدة" لمعالجة التحديات البيئية بفعالية. وفي الختام، شكرت السيدة ماركوس المشاركين على مساهماتهم وشجعتهم على مواصلة جهودهم لتحقيق أهدافهم المهمة.