اعترافاً بالدور المهم الذي يلعبه التحصين في الصحة العامة العالمية، تستبحث الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت EMPHNET) القوة التحويلية للقاحات والرحلة نحو التحصين مدى الحياة. حيث إن اللقاحات تمثل درعاً ثابتاً ضد الأمراض، ولديها القدرة الفريدة على حماية الأفراد في كل مرحلة من مراحل الحياة، بدءًا من الأطفال حديثي الولادة وحتى كبار السن.

ولدراسة هذا الموضوع بشكل أعمق، عقدت امفنت (EMPHNET) ندوة عبر الإنترنت بعنوان "التحصين مدى الحياة: عالم أكثر أماناً لجميع الأعمار" يوم الثلاثاء 19 أيلول/ سبتمبر 2023، كجزء من "سلسلة ندوات امفنت الإلكترونية EMPHNET WEBi Series" الخاصة بها.

 شارك في هذه الندوة ثلاثة خبراء في هذا المجال، وهم: الدكتور محمد أسامة مرعي، مدير التحصين مدى الحياة والمنسق الإقليمي للتطعيم ضد فيروس كورونا في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية (WHO EMRO). والدكتورة سهى شوقي البيات، مدير الطوارئ الصحية في إدارة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة في قطر. والدكتورة سيارا سوجرمان، القائم بأعمال قائد الفريق العلمي لتقديم التحصين في قسم التحصين العالمي (GID) في المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). وأدارت هذه الجلسة السيدة لين داود، مسؤول تقني في امفنت (EMPHNET).

في عرضه الذي كان بعنوان " التحصين على مدى الحياة، استراتيجيات تعزيز سياسات التحصين وتقديم الخدمات" تحدث الدكتور مرعي عن رؤية AI2030 التي تتوافق مع أهداف التنمية المُستدامة (SDGs). وكيف تتصور هذه الرؤية عالماً يستفيد فيه الجميع، من كل الأعمار، من اللقاحات بشكل كامل. وفي هذا السياق، ذكر الدكتور مرعي العديد من الأهداف المؤثرة بما في ذلك الحد من الوفيات والاعتلالات الناجمة عن الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاح، وضمان الوصول العادل للقاحات، وتعزيز التحصين في إطار الرعاية الصحية الأولية.

كما ناقش الدكتور مرعي فوائد اعتماد نهج دورة الحياة للتطعيم وقدم رؤى حول التطعيمات المطلوبة لمختلف الفئات العمرية، من النساء الحوامل إلى الأفراد الأكبر سناً. وسلط الضوء على توصيات منظمة الصحة العالمية وإرشاداتها بما يتعلق بالتحصين الاستدراكي. وأنهى الدكتور مرعي عرضه بمراجعة جداول التطعيم الخاصة بمنظمة الصحة العالمية (WHO)، وترك للحضور رسالة قيمة تتضمن "من الأفضل دائماً التطعيم متأخراً من عدم التطعيم مطلقاً".

وفي عرضها الذي حمل عنوان "برامج التطعيم الناجحة: معالجة العوائق أمام الوصول العادل وبناء الثقة في اللقاحات، تجربة من قطر"، ركزت الدكتورة البيات على برنامج التطعيم الناجح في قطر. وقدمت سياقًا للبنية التحتية للرعاية الصحية في قطر، حيث سلطت الضوء على المرافق الرئيسية مثل عيادات الرعاية الصحية الأولية (PHCC). ثم سلطت الضوء على أهم موانع التحصين بما في ذلك الوصول إلى اللقاحات والثقة بها. وشددت الدكتورة على الحاجة إلى استراتيجيات مصممة خصيصاً لتعزيز الثقة في اللقاح، وأكدت على أن الوصول إلى اللقاحات يلعب دوراً حاسماً في تحقيق هذا الهدف لأن خدمات التطعيم قد لا تكون دائمًا مريحة أو يمكن الوصول إليها بسهولة.

وفي ختام عرضها، عرضت الدكتورة البيات قصص نجاح من قطر حول نجاح التطعيم الروتيني، والتطعيم ضد فيروس كورونا، والتطعيم ضد الأنفلونزا، وإدخال لقاحات جديدة.

ومن جانبها، قامت الدكتورة سوجرمان بتقديم عرض بعنوان "دمج التطعيم مدى الحياة في البرامج الصحية - التحديات والاعتبارات وأفضل الممارسات". وقامت الدكتورة بتعريف مفهوم الدمج التكامل وجوانبه المختلفة، سواء كانت متعلقة بتقديم الخدمات، أو أنظمة البيانات، أو الإشراف، أو إدارة سلسلة التوريد، أو عمليات التخطيط وإعداد الميزانية.

وشددت على أسباب التكامل مثل تمكين نقاط اتصال متعددة للتحصين وحددت أيضاً عناصر بناء النظام الصحي التي يمكن أن يحدث التكامل من خلالها وهي تشمل القيادة والحوكمة وتمويل النظم الصحية وغيرها. وعرضت أمثلة من نيجيريا وكمبوديا حيث تم دمج الفحص المبكر للأمراض غير المعدية وتقديم المشورة مع التطعيم ضد فيروس كورونا.

وأخيراً، سلطت الضوء على الأساسيات الأولية عند دمج التحصين مع التدخلات الأخرى، بما في ذلك العوامل المتعلقة بالتدخل نفسه وسياق النظام الصحي الأوسع.

وقامت السيدة داود بعد انتهاء العروض التقديمية بتيسير جلسة الأسئلة والأجوبة، حيث طرح المشاركون العديد من الأسئلة والتي تم مناقشتها مع أعضاء اللجنة. ومن ثم اختتمت الجلسة بشكر المتحدثين والحضور على مشاركتهم.