اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لإعادة بناء القطاع الصحي في غزة، والذي انعقد تحت عنوان "العدالة لغزة: دور القانون الدولي في حماية الصحة والتعليم والمجتمع المدني في ظل النزاع" في لبنان يومي 20 و21 حزيران/يونيو 2024. ناقش المؤتمر، الذي نظمته الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) في حرم الجامعة بالتعاون مع مبادرة صحة غزة التحديات التي تواجهها غزة في ضمان حصول مواطنيها على الخدمات الأساسية، مع التركيز على دور القانون الدولي في حماية هذه الحقوق. وشهد المؤتمر مشاركات وجاهية وافتراضية واسعة من 50 متحدثا من مختلف أنحاء العالم، من أكاديميين ومتحدثين من منظمات دولية ومن القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.

افتتح المؤتمر بكلمات ترحيبية ألقاها على الترتيب كل من رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت، الدكتور فضلو خوري، ورئيس مبادرة صحة غزة، الدكتور عمر لطوف، والشريك الرئيس للمبادرة، الدكتور فوزي الحموري.

"إن تدمير التعليم والرعاية الصحية أمر جسيم، وتتطلب الاستجابة له اتخاذ إجراءات فورية ووضع خطط طويلة الأجل. إن تطبيق القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان هما أساس حتمي لهذا الدعم"- الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت

"يهدف هذا المؤتمر إلى دعم وإعادة بناء وتعزيز النظام الصحي في غزة، حتى تبقى ذكرى الشهداء في ذاكرتنا إلى الأبد"- الدكتور عمر لطوف، رئيس مبادرة صحة غزة

"مبادرة العدالة لغزة هي تذكير للعالم بأنه من حق الغزيين التمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها الجميع. إنسانيتنا تقتضي أن نهتم بحقوقهم ونحميهم من القتل والتهجير ونقص الغذاء وندرة المياه وسوء الصحة"- الدكتور فوزي الحموري، الشريك الرئيس لمبادرة صحة غزة

قدمت جلسات المؤتمر توثيقا لآثار الحرب على غزة، على شتى المناحي القانونية والتعليمية والإنسانية والاجتماعية والمدنية. وتم تقديم المداخلات من قبل المشاركين المتواجدين على الأرض في غزة وكذلك من أولئك الذين يساهمون عن بعد أو بطرق غير مباشرة. كما عمل الحدث كنداء متجدد للسلام، باعتباره الحل الأمثل لتخفيف معاناة سكان غزة. ومن زاوية أخرى، تمت الدعوة خلال الحدث إلى المشاركة الجماعية بين جميع الأطراف المعنية لتصور وتنفيذ خطة لإعادة بناء القطاع الصحي في غزة.

شارك المدير التنفيذي لامفنت، الدكتور مهند النسور، في جلسة ضمن المؤتمر التي تناولت دور التحصين والرصد في ظل أزمة الصحة العامة في غزة، حيث تطرق للحديث عن الوضع الحالي للتحصين هناك، مع التأكيد على التأثير المباشر للحرب على رصد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات وتفشيها.

قدم الدكتور النسور خلال كلمته مجموعة من التوصيات التي من شأنها المساهمة في مكافحة ارتفاع حالات الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات وتحسين آليات رصدها، وشدد على أهمية بناء قدرات القوى العاملة في مجال الصحة، وإجراء حملات تعويضية للتلقيح، وضمان توفير معدات سلاسل التبريد، وتعزيز المشاركة المجتمعية، واعتماد أساليب مبتكرة لإدارة البيانات والإبلاغ عن الأمراض، مؤكدا على أن تنفيذ هذه التوصيات يتطلب تعاونا وتنسيقا بين مختلف القطاعات.

شهد جدول المؤتمر حلقات نقاشية أخرى تبادل خلالها المشاركون التوصيات بشأن الصحة ومحدداتها الاجتماعية. كما ركزت الحوارات المتعلقة بالصحة ضمن فعاليات المؤتمر على حلول لبناء قدرات القوى العاملة الصحية من خلال أساليب مبتكرة مثل التعليم عن بعد والتعلم عبر الإنترنت وإعادة إحياء البنية التحتية الحالية.

من زاوية أخرى، تم التشديد على ضمان تقديم الخدمات الصحية بشكل فعال وبالأخص الدعم النفسي الاجتماعي، وتوفير المعدات الطبية. وأخيرا سلطت المناقشات التي تخطت موضوع تقديم الخدمات الصحية الضوء على أهمية تطبيق القوانين التي تحمي صحة الأطفال وتضمن السلامة والأمن للمدنيين.