خلف الجودة العالية لخدمات التحصين المقدمة، هنالك قوى عاملة مؤهلة، قادرة على تقديم لقاحات منتظمة وآمنة لجميع أفراد المجتمع طوال الوقت. ولكن تعاني بعض البلدان من تدني قدرتها على تزويد العاملين في مجال التحصين بالمعرفة والمهارات التي يحتاجون إليها للقيام بعمل أفضل. ويعد العراق أحد تلك البلدان التي شكل فيها فيروس كورونا عبء عمل إضافي على العاملين في مجال التحصين الذين اضطروا إلى المشاركة في تقديم لقاحات فيروس كورونا والمساعدة في الاستجابة للوباء. وكانت القوى العاملة في مجال التحصين تواجه بالفعل صعوبات كبيرة، منها النقص في عدد الموظفين ونقص التدريب.

تتخذ وزارة الصحة العراقية إجراءات لتمكين العاملين في مجال التحصين في مواجهة التحديات المتزايدة. وبدعم من امفنت، تعمل الوزارة على تنمية قدرات القوى العاملة من موظفي برنامج التحصين الموسع (EPI). ودق أدى التعاون الأخير بين وزارة الصحة العراقية وامفنت إلى زيادة التركيز على تعزيز الأداء من خلال الإشراف الداعم وتحسين المعرفة حول سلامة الحقن وإدارة النفايات الطبية.

تركيز ورشات العمل التدريبية واسعة النطاق على سلامة التحصين

تعتبر مرافق الرعاية الصحية بيئات مثالية للمخاطر الصحية، حيث أن الإجراءات الغازية والتعرض للنفايات التي يتم التخلص منها بشكل غير مناسب والتي قد تكون حاملة لعدوى ما قد تصبح مصدرا لانتقال الأمراض. وهذه المخاطر موجودة بالفعل وتهدد الحياة والصحة، ولكن يمكن الحد من آثارها من خلال تطبيق التدابير المناسبة للوقاية من العدوى ومكافحتها (IPC).

وإلى جانب التركيز على سلامة الحقن وإدارة النفايات الطبية، تعمل وزارة الصحة العراقية على مأسسة تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها ونقلها إلى مستوى عال من الجودة، وذلك من خلال إجراء التدريبات المناسبة وضمان رصد الآثار الجانبية للتلقيح (AEFI). وخلال الفترة من كانون أول/ديسمبر 2023 إلى كانون ثاني/يناير 2024، أجرت الوزارة ورش عمل لتدريب المدربين (TOT) استهدفت مديري برنامج التحصين الموسع (EPI) ومسؤولي الآثار الجانبية للتلقيح (AEFI) من جميع مديريات الصحة.

تلت ورشات تدريب المدربين (TOT) ورشات عمل تدريبية واسعة النطاق عقدت على مستوى المقاطعات. استهدفت هذه الورشات مسؤولي التحصين الموسع (EPI) في نقاط التحصين ومسؤولي الآثار الجانبية للتلقيح (AEFI) في جميع المناطق. تعرف المشاركون في ورشة العمل على المشكلة المحلية المتمثلة في ممارسات الحقن غير الآمنة، ودورهم في الحد من انتشار العدوى المنقولة بالدم وطرق زيادة سلامة الحقن. كما تعرفوا أيضا على أنواع النفايات المختلفة التي تنتج في المرافق الصحية، خاصة خلال جلسات التحصين، وتلقوا معلومات حول متطلبات وشروط التعامل الأمثل مع هذه النفايات، وطرق تخزيتها والتخلص منها. وكجزء من هذا التدريب، انخرط المشاركون في جلسات عملية لتعلم كيفية الإبلاغ عن الآثار الجانبية للتلقيح (AEFI) باستخدام منصة DHIS2

التدريب على مستوى المقاطعات حول التحصين وسلامة الحقن وإدارة النفايات الطبية

الإنجاز بالأرقام

تم تنفيذ ورش العمل التدريبية هذه بشكل فعال بالاستناد إلى تعليقات من المشاركين. ومن المتوقع أن تعزز الورش التدريبية الواسعة النطاق أداء المشاركين وتمكنهم من تهيئة بيئة آمنة في مراكز التحصين لمقدمي الخدمات والمرضى على حد سواء.

تركيز الإشراف الداعم على جوانب من الخطوط الأمامية يمكن تحسينها

وعلى عكس التعليم التقليدي، يتيح الإشراف الداعم (SS) لخبراء الصحة تقديم الإرشاد لزملائهم ذوي الخبرة الأقل في بيئة غير رسمية. هذه الطريقة التعليمية تكتسب شهرة في القطاع الصحي، لاسيما في بناء قدرات العاملين في الخطوط الأمامية في مجال التلقيح. يتم تقديم الإشراف الداعم من خلال زيارات داعمة منتظمة، يتم إجرائها بفواصل زمنية، ويتم مناقشة المواضيع المعتمدة على قائمة تحقق أعدها المشرفون مسبقا.

بدعم من امفنت، قررت وزارة الصحة اعتماد آلية الإشراف الداعم لتحفيز العاملين في المجال الصحي على تحسين أدائهم. تم اتخاذ خطوات أولية لتسهيل تطبيق الإشراف الداعم في جميع أنحاء البلاد. أنشأت الوزارة فريقا من المدربين الذين حضروا ورشات عمل تدريب المدربين في الإشراف الداعم، والذين تعلموا كيفية التخطيط وإجراء الزيارات الداعمة، وإنشاء قوائم تحقق داعمة، وإجراء التدريب على العمل، والإبلاغ عن المشكلات التي يتم تحديدها. كان المشاركون في ورشات تدريب المدربين من مديري برنامج التحصين الموسع (EPI) في المحافظات والمسؤولين الفنيين عن سلاسل التبريد في جميع مديريات الصحة. تلا ذلك ورشات عمل تدريبية على مستوى المناطق، قام هؤلاء المشاركون بتيسيرها.

تمثل ورشات العمل هذه استمرارا لتعاون مستمر منذ عشر سنوات بين امفنت ووزارة الصحة في تطوير القوى العاملة في برنامج التحصين الموسع (EPI) والمصمم خصيصا لكل بلد ويخدم المجالات ذات الأولوية. ركزت التعاونات السابقة على الإشراف الداعم، والتحصين في الممارسة، والتعلم المشترك عبر البرامج، والتطوير المهني المستمر للموظفين على المستويين الوطني ودون الوطني ومستوى المنطقة.