انعقدت القمة العالمية للصحة 2025 في الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر 2025، وجمعت نخبة من القادة العالميين وصناع السياسات والخبراء لمناقشة مستقبل الأمن الصحي وإدارة الطوارئ وبناء أنظمة صحة عامة مستدامة. وقد مثل الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) في هذا الحدث الدكتور هيثم بشير، مدير مركز إدارة طوارئ الصحة العامة (PHEMC)، من خلال مشاركته في عدد من الجلسات رفيعة المستوى والاجتماعات الاستراتيجية.

إيصال الصوت الإقليمي في الحوكمة الصحية العالمية

شارك الدكتور بشير متحدثا في جلسة بارزة بعنوان "ما التالي في طوارئ الصحة العالمية؟ وكيف نحافظ على بنية قوية لإدارة الطوارئ الصحية عالميا"، استضافتها كل من وزارة الصحة الألمانية الاتحادية، ومعهد روبرت كوخ، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ).

وخلال مداخلته في هذه الجلسة، تناول الدكتور بشير التحولات في مشهد المانحين العالميين، مؤكدا على أهمية الآليات والشبكات الإقليمية – ومن ضمنها امفنت – في بناء بنى صحية مرنة وقادرة على الاستجابة للطوارئ في إقليم شرق المتوسط.

تسليط الضوء على الابتكار الإقليمي في تطوير القوى العاملة الصحية

وفي جلسة نظمتها الرابطة الدولية للمعاهد الوطنية للصحة العامة (IANPHI) بعنوان "تعبئة الموارد الصحية العالمية والوطنية لبناء منظومة صحية عالمية مرنة ومستدامة"، عرض الدكتور بشير تجربة امفنت في التدريب القائم على الكفاءات، ودور برامج تدريب الوبائيات الميدانية (FETPs) في دعم مهام ووظائف المعاهد الوطنية للصحة العامة (NPHIs).

وشدد على التزام امفنت بمواءمة التدريب الإقليمي مع الأولويات الوطنية، وتعزيز الشراكات لتطوير القدرات في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.

المشاركة في حوار عالمي حول الأمراض غير السارية والاقتصادات الصحية

كما شارك الدكتور بشير في جلسة طاولة مستديرة بعنوان "بناء أنظمة اقتصادية أكثر صحة: الازدهار عبر معالجة السمنة والأمراض غير السارية"، والتي نظمتها مجلة Economist Impact بدعم من شركة Novo Nordisk الألمانية. وانضم إلى خبراء من وزارة الصحة البرتغالية والبرلمان الأوروبي ومعهد برشلونة للصحة العالمية ومؤسسات أكاديمية أوروبية لمناقشة سبل الابتكار في السياسات وتكامل القطاعات لمعالجة الأمراض غير السارية والسمنة عبر تدخلات مبنية على الأدلة وإصلاحات اقتصادية شاملة.

تعزيز أصوات المجتمعات في الاستجابة للأزمات

وفي الفعالية الجانبية للشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات والاستجابة لها (GOARN) حول الحوارات العالمية والتي حملت عنوان "حماية المجتمعات في سياقات ضعف الحوكمة – إعادة التفكير في الاستجابة للطوارئ الصحية العامة"، استعرض الدكتور بشير خبرة امفنت الميدانية في غزة والسودان، مبرزا أهمية النهج المجتمعي والشراكات المحلية في البيئات التي تكون فيها الهياكل الحكومية ضعيفة أو منقسمة.

بناء شراكات استراتيجية

إلى جانب هذه الجلسات الرسمية، عقد الدكتور بشير اجتماعات ثنائية أخرى مع عدد من الشركاء العالميين، من بينهم منظمة الصحة العالمية (WHO) والرابطة الدولية للمعاهد الوطنية للصحة العامة (IANPHI) والاتحاد العالمي لجمعيات الصحة العامة (WFPHA) وجامعة السلام، وغيرهم. وركزت المناقشات على توسيع مجالات التعاون ضمن نهج الصحة الواحدة، والوقاية من الأمراض غير السارية، وبناء القدرات، والعمل الإنساني، والبحث العلمي.

أبرز النتائج

سلّطت القمة الضوء على عدد من التوجهات العالمية الناشئة، من بينها تنامي التوجه نحو حوكمة صحية إقليمية، وإدماج الذكاء الاصطناعي في الممارسات الصحية العامة، وتصاعد الدعوات الدولية إلى تمكين المجتمعات بوصفه أساسا للاستجابة الناجعة. وقد أكدت مشاركة الدكتور هيثم بشير على المكانة التي تشغلها امفنت كصوت إقليمي رائد في الحوارات العالمية التي ترسم ملامح مستقبل الصحة العامة.