في إطار تعزيز التعاون الإقليمي ودعم قدرات الإنذار المبكر والاستجابة، نظّمت امفنت بالتعاون مع لجنة الاستعداد والاستجابة والتعافي من الجائحة (PPRR) التابعة للاتحاد الدولي للمعاهد الوطنية للصحة العامة (IANPHI) النسخة الثامنة والأربعين من سلسلة ندواتها الإلكترونية (EMPHNET WEBi) بعنوان: "الجاهزية عبر الحدود: تحسين التواصل وتبادل البيانات في المراحل السابقة للجائحة وبدايتها"، وذلك في 21 أكتوبر 2025.

جمعت الجلسة نخبة من القادة وصنّاع القرار والخبراء في مجال الصحة العامة لمناقشة كيفية تعزيز الثقة والشفافية وتكامل أنظمة البيانات لتحقيق استجابات منسقة وسريعة تجاه التهديدات الصحية.

كلمات الافتتاح

أدار الجلسة كلٌّ من الدكتورة تشينوي لوسيا أوتشو، نائبة رئيس لجنة (PPRR) ومديرة التخطيط والبحوث والإحصاء في مركز نيجيريا لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والدكتور ماجد الجنيد، نائب المدير التنفيذي ومدير برامج الصحة العامة في امفنت.

وافتتحت الدكتورة أوتشو الجلسة بكلمة ألقتها نيابة عن أ.د. مينغ خاو، رئيس لجنة (PPRR)، مؤكدة على أهمية بناء آليات تعاون عابرة للحدود تمكّن البلدان من التواصل والتنسيق الفعال قبل وقوع الأزمات.

ورحب الدكتور الجنيد بالمشاركين، مشيرا إلى أن الجلسة ستركز على تحويل الدروس المستفادة من الطوارئ الصحية الأخيرة، بما فيها جائحة كوفيد-19، إلى استراتيجيات عملية لتفعيل التواصل عبر الحدود.

الكلمة الرئيسة: الدور الحاسم للتنسيق الإقليمي في الاستعداد للأوبئة

قدّمت الدكتورة إيستر هامبليون، رئيسة وحدة استخبارات الصحة العامة في برنامج طوارئ الصحة التابع لمنظمة الصحة العالمية في جنيف، الكلمة الرئيسة، وأكدت أن الاستعداد الفعال للأوبئة يعتمد على التنسيق بين البلدان عبر الحدود. واستعرضت أيضا تطور اللوائح الصحية الدولية (IHR) والاتفاقية الجديدة الخاصة بالجائحة (2025) كإطارين عالميين لتعزيز التضامن والاستجابة المشتركة. وشددت على أن "الأوبئة تبدأ وتنتهي في المجتمعات"، داعيةً إلى تعزيز الثقة والتعاون من المستوى المحلي إلى العالمي.

حلقة النقاش: بناء الثقة وتجاوز العقبات

أدار النقاش كل من الدكتورة أوتشو والدكتور الجنيد، وجاء بعنوان "من الخطط إلى التنفيذ: تعزيز التواصل الإقليمي وتبادل البيانات"، بمشاركة:

• الأستاذة الدكتورة يوهانا هانفيلد، نائبة رئيس معهد روبرت كوخ – ألمانيا
• الدكتور محمد مُسعف، كبير الأطباء في مطار الدار البيضاء الدولي – المغرب
• الدكتورة إيستر هامبليون، من مقر منظمة الصحة العالمية – جنيف

أشارت أ.د. هانفيلد إلى أبرز التحديات التي تواجه التنسيق عبر الحدود مثل تجزئة الأنظمة وضعف قنوات الاتصال والخشية من التداعيات السياسية أو الاقتصادية، مؤكدة أن تجاوز هذه العقبات يتطلب بناء علاقات مستدامة عبر المحاكاة والتدريب الميداني (FETP) وشبكات الأقران.

أما الدكتور مسعف فتناول أثر المعلومات المضللة، مبينا أن انتشار "الأوبئة المعلوماتية" يهدد الثقة العامة. وأوضح الفرق بين المعلومات الخاطئة (غير المقصودة) والمضللة (المقصودة)، مستشهدا بعدة مواد من اللوائح الصحية الدولية (21، 44، 57) التي تحث البلدان على إضفاء الطابع الرسمي على التنسيق والتواصل عبر الحدود. كما شدد على ضرورة أن تكون إدارة المخاطر الإعلامية ومكافحة التضليل جزءا أساسيا من خطط التأهب الوطنية، مدعومة بالاستماع المجتمعي، والشراكات مع المنصات الرقمية، والرسائل الشفافة لسد فجوات المعلومات.

ومن جانبها، تناولت الدكتورة هامبليون التحديات التقنية والقانونية في توحيد أنظمة البيانات، مشيرة إلى تباين التعريفات وصيغ البيانات وقوانين الخصوصية. ودعت إلى تطوير معايير موحدة للبيانات، والاستثمار في القدرات المعلوماتية، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التكامل بين الأنظمة، مستشهدة بتجارب مثل نظام المراقبة المتكامل في المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض (Africa CDC) ونظام الإنذار المبكر والاستجابة في المركز الأوروبي (ECDC).

تفاعل الجمهور والاستطلاع الافتراضي

شارك الحضور في استطلاع مباشر يحاكي تفشيا إقليميا افتراضيا لتحديد أولويات تبادل البيانات والتواصل. وقد جاءت نتائجه كالآتي:

• رأى 44% أن أعداد الحالات يجب أن تشارك أولا.
• واعتبر 60% أن الحكومات الوطنية ينبغي أن تقود التواصل.
• بينما فضل 53% استخدام نظام الإخطار التابع للّوائح الصحية الدولية للتنسيق عبر الحدود.

واتفق المتحدثون على أن النتائج يتم إبرازها الحاجة إلى تواصل سريع وموثوق، وبروتوكولات معتمدة، وتمارين محاكاة منتظمة لتعزيز الجاهزية التشغيلية.

النتائج والتوصيات

في ختام الجلسة، استعرض كل من الدكتور الجنيد والدكتورة أوتشو أربع أولويات لتعزيز التأهّب الإقليمي للجائحات وهي:

1. بناء الثقة عبر الحدود من خلال المحاكاة المشتركة ومنصات آمنة لتبادل البيانات.
2. تعزيز التواصل حول المخاطر من خلال دمج إدارة المعلومات المضللة وتوحيد الخطاب الإقليمي.
3. مواءمة الأطر القانونية مع اللوائح الصحية الدولية المعدلة (2025) والاتفاقية الجديدة للجائحة.
4. الاستثمار في الأنظمة والقدرات البشرية لتحسين الرصد، وتكامل البيانات، وبناء كفاءات القوى العاملة.

الكلمة الختامية

اختتم الدكتور الجنيد الجلسة مؤكدا أن الاستعداد للجائحة يتطلب جهدا منظما ومستداما ومتعدد المستويات، يمتد من الوطني إلى الإقليمي والعالمي، ويستند إلى الشفافية والإنصاف والتعاون المهني. وأضافت الدكتورة أوتشو أن بيانا ختاميا سيتضمن أبرز نتائج الجلسة سيُعرض في مؤتمر(CPHIA) للصحة العامة المقبل في أفريقيا.

لقد أكّدت الندوة الإلكترونية الثامنة والأربعون لامفنت على الالتزام المشترك بين الشبكة والاتحاد الدولي للمعاهد الوطنية للصحة العامة (IANPHI) بتعزيز التضامن الإقليمي والنهوض بالأمن الصحي العالمي.

شاهد تسجيل الندوة هنا.