يتطلب التنبؤ بفاشيّات الأمراض ومخاطر الصحة العامة مجموعة من الاستجابات، ولهذا الغرض نفّذ 196 بلداً اللوائح الصحية الدولية (2005) والتي تحدد حقوق البلدان والتزاماتها في التعامل مع أحداث الصحة العامة وحالات الطوارئ المحتملة عبر الحدود. وتهدف هذه اللوائح الصحية الدولية، التي اعتمدت في عام 2005 في الدورة 58 لجمعية الصحة العالمية، إلى الوقاية من انتشار الأمراض على الصعيد الدولي والحماية منها ومكافحتها وتوفير استجابة صحية عامة لها بطرق تتناسب مع مخاطر الصحة العامة وتقتصر عليها، وتتجنب التدخل غير الضروري في حركة والتجارة وتبادل البضائع الدولية.

ويجري تقييم اللوائح الصحية الدولية من خلال تقديم تقارير سنوية إلزامية (التقارير السنوية للدول الأطراف) وثلاثة مكونات اختيارية (بعد استعراض الإجراءات، وتمارين المحاكاة، والتقييم الخارجي). وتقوم هذه المكوّنات بتقييم واختبار القدرات الأساسية للوائح الصحية الدولية. وتشمل التقييمات الخارجية تقييمات ذاتية حصرية للاسلوب الذي يجمع بين التقييم الذاتي واستعراض الأقران والتقييمات الخارجية التي يجريها خبراء محليون ومستقلون. كما يمكّن التقييم الخارجي المشترك (JEE) البلدان من تحديد الاحتياجات والفرص الأكثر إلحاحاً داخل نظام الأمن الصحي لتعزيز التأهّب للطوارئ واكتشافها والاستجابة لها، مما يؤدي إلى توافق في الآراء بشأن الأولويات الوطنية لتأطير أو تحديث خطة العمل الوطنية للأمن الصحي مع التخصيص المطلوب للموارد.

بهذا الصدد شاركت الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنتEMPHNET) وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في بعثات التقييم الخارجي المشتركة في اليمن وباكستان وسوريا. حيث شارك خبراء من الإقليم والمكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية ومكتب اللوائح الصحية الدولية ووزارات الصحة وأصحاب المصلحة الآخرون في هذه البعثات التي عقدت من قِبل وزارات الصحة المعنية.

وتتضمن المرحلة الأولى من العملية تقييماً ذاتياً يقوم به البلد المعني  بمشاركة متعددة القطاعات باستخدام أداة التقييم الخارجي المشترك (JEE) ودليل التنفيذ في البلدان. ثم يتم تقديم معلومات التقييم الذاتي والتي تغطّي جميع القدرات الـ 19 الخاصة بالأداة إلى فريق التقييم الخارجي المشترك المكون من خبراء دوليين. ويوفر استعراض بيانات التقييم الذاتي لأعضاء الفريق فهماً لقدرات الأمن الصحي الأساسية للبلد. ثم يقوم فريق التقييم الخارجي المشترك بزيارة البلد لإجراء مراجعة متعمّقة ميسرة لبيانات التقييم الذاتي، والزيارات الميدانية المنظمة، والاجتماعات التي ينظّمها البلد المضيف.

وخلال بعثات التقييم الخارجي المشتركة، ناقش الخبراء وقيّموا  19 مجالاً فنياً وهُم: التحصين وربط الصحة العامة بالأمن، وإدارة الطوارئ وتقديم الخدمات الصحية، الأمراض حيوانية المنشأ وسلامة الأغذية، الرصد، الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية، التشريع، التمويل، التأثيرات الكيميائية والإشعاعية، نقاط الاتصال الوطنية المعنية باللوائح الصحية الدولية، نقاط الدخول، الوقاية من العدوى ومكافحتها ومقاومة مضادات الميكروبات، المختبر الوطني والسلامة البيولوجية والأمن البيولوجي، وتنمية القوى العاملة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ امفنت عملت في بعثات التقييم الخارجي المشتركة للعراق والأردن والسودان وتونس ولبنان وليبيا، فضلاً عن البلدان المذكورة أعلاه. حيث تتوافق مشاركتها في مثل هذه البعثات مع أهدافها الاستراتيجية لتعزيز برامج الصحة العامة والاستجابة لاحتياجات الصحة العامة في إقليم شرق المتوسط.