كشفت دراسة بحثية حديثة أجرتها "امفنت" بعنوان "تقييم برامج تدريب الوبائيات الميدانية: مراجعة شاملة" عن فوائد كبيرة لبرامج تدريب الوبائيات الميدانية للعاملين في مجال الصحة العامة حول العالم. وتسلط الدراسة الضوء على الأدلة التي تدعم التأثير الإيجابي لهذه البرامج، وتحدد نقاط القوة والفرص للتحسين في تنفيذها، كما وتشدد الدراسة على أهمية وجود أدوات تقييم قوية ومعايير موحدة لضمان فعالية التقييمات المستقبلية.

مراجعة تقييم برامج تدريب الوبائيات الميدانية العالمية

هدفت هذه الدراسة إلى تقييم مدى فاعلية برامج تدريب الوبائيات الميدانية (FETPs) في تعزيز مهارات علم الأوبئة للعاملين في مجال الصحة العامة حول العالم، فقام الباحثون بجمع وتلخيص وتحليل نتائج الدراسات التي تناولت تقييم هذه البرامج في مختلف البلدان والمناطق.

تم تصميم برامج تدريب الوبائيات الميدانية لرفع كفاءة العاملين في مجال الصحة العامة في منظمات مثل وزارة الصحة أو المعاهد الوطنية للصحة العامة. تلعب هذه البرامج دورا هاما في تأهيلهم للاستجابة بفعالية لحالات الطوارئ الصحية العامة وإجراء أنشطة الرصد الضرورية. وعلى الرغم من أهميتها، إلا أن التقييمات الشاملة لهذه البرامج كانت محدودة، مما دفع إلى إجراء هذه المراجعة الشاملة لتقييم تأثيرها على مستوى العالم.

أهم مخرجات الدراسة

من بين 60 دراسة تمت مراجعتها، تم اختيار 12 دراسة لتقييمها بشكل دقيق وتضمينها في هذه المراجعة. شملت هذه الدراسات جميع مستويات برامج تدريب الوبائيات الميدانية، من المستوى الأساسي حتى المتقدم. وتناولت الدراسات برامج تدريب في بلدان من مختلف أنحاء العالم منها إثيوبيا وغانا وغينيا والهند وكينيا وجنوب أفريقيا وتنزانيا والمملكة المتحدة واليمن.

تحسين المهارات والمعرفة

تعزز برامج تدريب الوبائيات الميدانية (FETPs) مهارات ومعارف المشاركين والخريجين بشكل كبير، مما يحسن قدرتهم على تنفيذ عمليات الرصد والاستجابة بفعالية للفاشيات المرضية. وقد أظهرت الدراسات أن جميع مستويات برامج تدريب الوبائيات الميدانية تساهم في تحسين أنشطة الرصد والوظائف الوبائية بشكل ملحوظ.

المشاركة الفاعلة في الصحة العامة

يشارك خريجو برامج تدريب الوبائيات الميدانية بشكل أكثر فاعلية في أنشطة وفعاليات الصحة العامة، مما يساهم في تعزيز البنية التحتية للصحة العامة بشكل عام.

تحسين الوظائف الوبائية

تساهم برامج تدريب الوبائيات الميدانية بشكل كبير في تحسين عملية الإبلاغ عن الامراض وتحقيقات الفاشيات المرضية. فعلى سبيل المثال، أدى برنامج التدريب المتوسط لـبرامج تدريب الوبائيات الميدانية في تنزانيا إلى تحسين كبير في الإبلاغ عن البيانات وتحقيقات الفاشيات. وأفاد الخريجون بتحسين تحليل البيانات والتعرف المبكر على الفاشيات، مما يدل على فعالية البرنامج في تحقيق أهدافه.

نتائج إضافية

تشمل النتائج الإيجابية الأخرى لبرامج تدريب الوبائيات الميدانية ترقية خريجي البرامج في وظائفهم، وزيادة المنشورات البحثية في الدوريات المحكمة، وتحسين مهارات الاتصال بشكل ملحوظ. فعلى سبيل المثال، نشر برنامج تدريب الوبائيات الميدانية بمستواه المتقدم في الهند العديد من الأبحاث حول تحقيقات الفاشيات المرضية، مما يظهر بوضوح تطبيق البيانات الوبائية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالصحة العامة.

سد الثغرات في البرنامج

على الرغم من النتائج الإيجابية المتسقة التي أظهرتها الدراسات، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه برامج تدريب الوبائيات الميدانية (FETPs) يجب معالجتها لضمان استمرار تأثيرها وتوسيع نطاقها.  وتشمل هذه التحديات القيود المالية، ومحدودية وقت الإرشاد، والزعزعة السياسية في بعض البلدان، ونقص المعدات الطبية.

أكدت نتائج الدراسات أن برامج تدريب الوبائيات الميدانية تساهم بشكل كبير في تحسين مهارات ومعارف العاملين في مجال الصحة العامة، مما يمكنهم من الاستجابة بشكل أفضل للتحديات الصحية العامة.  ولكن لتعظيم فاعلية هذه البرامج، لا بد من معالجة الفجوات المحددة وتطوير أدوات تقييم موحدة لضمان تقييمات متسقة وقوية عبر مختلف المناطق.

ختاما، تؤكد هذه المراجعة الشاملة على دور برامج تدريب الوبائيات الميدانية في تعزيز الأمن الصحي العالمي. من خلال تحسين كفاءات العاملين في الصحة العامة على المستوى الوطني، تساهم هذه البرامج في رصد أكثر فعالية للأمراض، والاستجابة السريعة للفاشيات، وإدارة الصحة العامة بشكل عام. يجب أن تركز الجهود المستقبلية على معالجة الفجوات في البرنامج وتوحيد معايير التقييم لضمان استمرار تأثير برامج تدريب الوبائيات الميدانية على مستوى العالم.

إقرأ الدراسة بالكامل من هنا. (متاحة باللغة الإنجليزية)