يُحتفل باليوم العالمي للوبائيات الميدانية في السابع من سبتمبر من كل عام، وهو مناسبة عالمية تهدف إلى إبراز الإسهامات الحيوية التي يقدمها اخصائيو الوبائيات الميدانية في حماية المجتمعات وتعزيز الأمن الصحي العالمي. وقد أُقيم هذا اليوم لأول مرة عام 2021، ليصبح حدثًا سنويًا يدعو المجتمع الصحي العالمي إلى تعزيز دعمه لبرامج تدريب الوبائيات الميدانية (FETPs) في مجالات متعددة، تشمل بناء القدرات، والإيفاد الميداني، وضمان الاستدامة.

وجاء شعار هذا العام: "نترك أثرًا: تطبيق علم الوبائيات على أرض الواقع" ليُبرز دور أخصائيي الوبائيات الميدانية وأثرهم على مستوى العالم. وانسجامًا مع هذا الشعار، نظّمت امفنت ندوة إلكترونية إقليمية بعنوان: "من قلب الميدان: قصص نجاح من برامج تدريب الوبائيات الميدانية".

بداية الحوار

عُقدت الندوة في 7 سبتمبر 2025 عبر تطبيق زوم، وجمعت مدراء وقادة برامج تدريب الوبائيات الميدانية ومقيميها وخريجيها من مختلف أنحاء إقليم شرق المتوسط والبلدان ذات الأولوية، لعرض قصص نجاحهم ورؤاهم حول مستقبل هذه البرامج.

افتُتحت الندوة بكلمة للدكتور هيثم بشير، مدير مركز إدارة طوارئ الصحة العامة في امفنت، حيث أكد أهمية هذا اليوم بوصفه مناسبة للاحتفاء ضمن مجتمع الوبائيات الميدانية عالميًا وإقليميًا.

كما تحدث الدكتور مهند النسور، المدير التنفيذي لامفنت، عن رحلته كأحد خريجي برنامج تدريب الوبائيات الميدانية، مشيرًا إلى الدور المحوري للبرنامج في مسيرته المهنية وفي التزامه بدعم هذه البرامج لأداء رسالتها في تعزيز الأمن الصحي. وأكد أن برامج التدريب ليست مجرد دورات تدريبية، بل هي محركات للتغيير تُنتج كوادر قادرة على التحقيق في التهديدات الميدانية وتقديم الأدلة لتنفيذ الاستجابات السريعة والفعّالة. كما شدّد على دور امفنت في دعم هذه البرامج وتوسيع أثرها عبر الإقليم.

دعم متواصل من امفنت لبرامج التدريب في الإقليم

قدّم الأستاذ الدكتور يوسف خضر، مدير مركز التميّز في الوبائيات التطبيقية في امفنت، عرضًا بيّن فيه الدعم الذي تقدمه الشبكة لبرامج تدريب الوبائيات الميدانية في الإقليم وخارجه.

وأوضح أنه خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، ازداد عدد البرامج المدعومة من الشبكة من ثلاثة برامج إلى خمسة عشر برنامجًا، وأن امفنت لعبت دورًا أساسيًا في دعم البرامج القائمة والمساهمة في تأسيس صيغ جديدة لها. كما أشار إلى أبرز مجالات الدعم ومنها:

• بناء القدرات: حيث أسهمت ورش التدريب المختلفة في بناء مهارات التحقيق في الفاشيات والرصد والبحث العلمي.
• البحث والنشر: إذ حظي المئات من المقيمين والخريجين بالدعم والإرشاد لنشر دراسات تسهم في صوغ السياسات الصحية.
• تبادل المعرفة: عبر المؤتمرات الإقليمية وسلسلة ندوات امفنت الإلكترونية "WEBi" التي سلطت الضوء على قصص نجاح مختلفة.
• التواصل وكسب التأييد: حيث أسهمت امفنت في رفع صوت برامج التدريب عالميًا من خلال النشر والقصص وأدوات المناصرة.
• ضمان الجودة: عبر دعم عدد من البرامج في مسار اعتمادها الدولي.

وأكد أ.د. خضر أن هذه الإنجازات ليست مجرد محطات نجاح، بل هي دعامات أساسية لبناء أنظمة صحية مرنة، مجددًا التزام امفنت الممتد بتمكين أخصائيي الوبائيات الميدانية في مهمتهم لحماية صحة المجتمعات.

عروض الدول: لوحة إقليمية متكاملة

تضمنت الندوة عروضًا من مديري وممثلي برامج التدريب من بلدان الإقليم وخارجه، حيث قدّم كل منهم لمحة عن برنامجه وأبرز ما تحقق:

• أفغانستان – د. تاجملوك سميم، مدير البرنامج
• بنغلاديش – د. تهمينة شيرين، مديرة البرنامج
• مصر – د. هالة سعد بهاء الدين، مديرة البرنامج
• العراق – د. ياسر يونس مجيد، مدير البرنامج
• الأردن – د. طارق الدمن، ممثلًا عن د. ماجد أسعد، مدير البرنامج
• السعودية – د. راندا نوح، ممثلةً عن د. عبد العزيز المطيري، مدير البرنامج
• السودان – د. منتصر عثمان، مدير البرنامج
• اليمن – د. عبد الله بن غوث، مدير البرنامج

وقد أبرزت هذه العروض إسهامات برامج تدريب الوبائيات الميدانية المصممة لتلبية سياق كل بلد واحتياجاته الوطنية، متناولة تقييم نظم الرصد، وإنتاج البحوث، وتعزيز الشبكات وتبادل المعرفة، والاستعداد للطوارئ والاستجابة لها، وغيرها من المجالات.

قصص نجاح: أصوات من الميدان

بعد العروض، أتاح الدكتور بشير المجال للمقيمين والخريجين لمشاركة قصصهم وتجاربهم الشخصية التي تُظهر أثر عملهم:

ختام الندوة

اختتم الدكتور بشير الندوة بتجديد التزام امفنت بدعم برامج تدريب الوبائيات الميدانية، مؤكدًا: "ستظل امفنت دائمًا إلى جانبكم وستواصل دعمكم".

وقد شهدت الندوة مشاركة أكثر من 300 مشارك من مختلف بلدان الإقليم والعالم، ما وفر مساحة للاحتفاء بالإنجازات وتعزيز أصوات المقيمين والخريجين. وجاءت الندوة احتفاءا باليوم العالمي للوبائيات الميدانية، وتأكيدًا على التزام امفنت بدعم برامج التدريب وتعزيز قدرات الصحة العامة في الإقليم وخارجه.

شاهد الندوة هنا.