تعزيز القدرات لتطبيق نهج فريق صحة الأسرة بكفاءة في المملكة

نظّمت امفنت وذراعها التدريبي الأكاديمية الدولية للصحة المجتمعية (أياف) في نوفمبر 2025 ورشة تدريب مدرّبين (TOT) استمرت خمسة أيام، واستهدفت الأطباء والممرضين العاملين في مراكز الرعاية الصحية الأولية في مختلف أنحاء الأردن.

أقيمت الورشة في مقر امفنت في عمّان، وقد هدفت إلى تزويد الكوادر الصحية بالمهارات اللازمة لتطبيق نهج فريق صحة الأسرة (FHT)، وهو نموذج عمل يقوم على التعاون بين الأطباء والممرضين والأخصائيين الاجتماعيين والصيادلة، لضمان تقديم رعاية شاملة ومنسقة وتتمحور حول المرضى أنفسهم.

واستندت جلسات الورشة إلى مجموعة من الأدلة التدريبية المتخصصة، من بينها "دليل نهج فريق صحة الأسرة" و "دليل الإشراف الداعم" بالإضافة إلى مجموعة من الحالات السريرية التعليمية. وقد صُمّمت الورشة للعاملين في المراكز الصحية الأولية والشاملة، فلم تقتصر على إعداد المشاركين لتطبيق نموذج فريق صحة الأسرة في مراكزهم فحسب، بل مكنتهم أيضا من تدريب زملائهم، بما يسهم في توسيع نطاق تطبيق هذا النهج على مستوى المملكة.

وخلال أيام الورشة، اكتسب المشاركون مهارات عملية في الإشراف الداعم، وأساليب التدريب التفاعلية، وتقنيات تحسين الجودة، بهدف الارتقاء بتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية.

افتتح الفعالية الدكتور رياض الشيّاب، مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الأردنية. وقد جرى خلال الورشة الإشادة بدور وزارة الصحة وجهودها الكبيرة في تحديث خدمات الرعاية الصحية الأولية في مختلف أنحاء المملكة، وخاصة التزامها بتوسيع تطبيق نهج فريق صحة الأسرة.

وخلال إحدى الكلمات الرئيسية، قدمت الدكتورة غادة الكيالي من منظمة الصحة العالمية (WHO) عرضا تناول المبادئ الأساسية للرعاية الصحية الأولية في الأردن، مؤكدة ضرورة اعتماد نهج فريق صحة الأسرة كنموذج معياري للرعاية الأولية على مستوى المملكة. وشددت على أن تبني رعاية قائمة على الفريق ومتمحورة حول المريض هو خطوة محورية لضمان خدمات عادلة وعالية الجودة لجميع الفئات، بما فيها اللاجئين.

وفي معرض إبراز أهمية هذه الورشة، قال أ.د. يوسف خضر، مدير مركز التميّز لعلم الوبائيات التطبيقي في امفنت:

"الأردن من أوائل البلدان التي تبنت مبادرة فريق صحة الأسرة، وهو ما يعكس التزاما وطنيا قويا بتطوير الرعاية الصحية الأولية. وتؤكد هذه الورشة أهمية التطبيق الفعال لمفهوم فريق صحة الأسرة، وتمكين المشاركين من المهارات التي تساعدهم على نقل هذه المعرفة إلى زملائهم. وسيواصل الإشراف الداعم دوره في تعزيز العمل الجماعي وحل المشكلات وتحسين جودة الخدمات في المراكز الصحية".

كما عبّر المشاركون عن أثر التدريب وأهميته. فقد أشارت الدكتورة آية المجالي إلى أن:

"التعاون هو الطريق الوحيد للمضيّ قدمًا، والرعاية المتكاملة ليست خيارًا؛ بل هي الأساس لكل ما نقوم به. فريق صحة الأسرة هو القلب النابض والعمود الفقري للرعاية الصحية الأولية".

وأضافت المشاركة نجوى ذيب:

"العمل الجماعي يتجاوز مجرد التنسيق؛ فهو جوهر الرعاية الصحية، والتزام مشترك لضمان أفضل النتائج الصحية الممكنة لكل مريض".

أُقيمت هذه الورشة ضمن مشروع "نهج فريق صحة الأسرة لتحديث خدمات الرعاية الصحية الأولية في الأردن"، الذي تنفذه كل من الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) ووزارة الصحة الأردنية ومنظمة الصحة العالمية (WHO). وتهدف هذه المبادرة إلى إدخال نهج فريق صحة الأسرة وترسيخه كممارسة مؤسسية، بما يلبي الاحتياجات الصحية المتغيرة للأردنيين واللاجئين على حد سواء.