تسبب تفشي كوفيد-19 في حالة طوارئ صحية عامة في جميع البلدان تقريبًا. وحشدت بعض البلدان معظم الموارد المتاحة لأنظمة الصحة العامة للاستجابة لهذا الوباء.  حتى أن البلدان اضطرت إلى تقليص وإغلاق غالبية خدمات الصحة العامة بما في ذلك التحصين الروتيني.

وتعتبر مثل هذه الظروف مسألة مثيرة للقلق. ونظرًا لكون امفنت شريكًا نشطًا في خدمات التحصين في المنطقة، فقد اختارت طرح مثل هذه المشكلات كجزء من سلسلة ندواتها عبر الانترنت.  وهكذا، فقد عقدت في 7 تموز 2020 ندوتها الثانية في سلسلة نداوتها عبر الانترنت حول التحصين بعنوان "الاستراتيجيات التي اتبعتها البلدان للحفاظ على إنجازات برامج التحصين خلال مرحلة الجائحة والتكيُف في نفس الوقت مع مرحلة ما بعد كوفيد-19"

واستضافت الندوة خبيرين دوليين رفيعي المستوى في مجال التحصين واثنين من مدراء برنامج التحصين الموسع من المنطقة. وهم: مدير قسم التحصين العالمي الدكتور ويليام شلوتر المدير المشارك  لمركز صحة الطفل العالمية في تورنتو، والمدير المؤسس لمعهد الصحة العالمية والتنمية في جامعة الآغا خان في باكستان الدكتور ذو الفقار بوتا، ومسؤول البرنامج الوطني للتحصين الموسع في مصر الدكتور ايهاب باشا، ومدير البرنامج الوطني للتحصين الموسع في العراق الدكتور فراس جبار الموسوي. وأدار الجلسة مستشار وكيل الشؤون الصحية للأمراض المعـدية، وزارة الصحة/ عمان، عضو سابق في مجموعة الخبراء الاستشارية الاستراتيجية الدكتور  صلاح العويدي.

بدأ الدكتور صلاح العويدي الندوة بالترحيب بالمتحدثين والحضور ووضع موضوع الويبينار في سياق ما يجري حالياً من أحداث.  ثم قدم الخبراء الحاضرين، بينما أعطى الكلمة لكل واحد منهم لتقديم عرضه.

وتحدث الدكتور شلوتر عن تأثير كوفيد-19 على التقدم المحرز نحو تحقيق مؤشرات خطة العمل العالمية للقاحات (GVAP) والتوقع بشأن انتقال العالم إلى اعتماد أجندة التحصين 2030. ووصف المؤشرات الرئيسية لخطة العمل العالمية للقاحات والتقدم نحو تحقيقها. وفي ختام العرض، قدم أجندة التحصين 2030 وذكر أن جائحة كوفيد-19 قد تحمل فرص خفية.

تحدث المقدم الثاني، الدكتور بوتا، عن التبعات العديدة لكوفيد-19 على الأطفال. وذكر أيضًا أن الآثار المباشرة على الأطفال ضئيلة. ومع ذلك ، فإن التبعات غير المباشرة مثل الفقر الشديد، وأزمة التعليم، تعتبر من المخاطر التي تهدد صحة الأطفال وبقائهم مثل انقطاع أنظمة التحصين والقضايا المتعلقة بتغذيتهم وسلامتهم. ثم أوضح كيف أن عدم المساواة في التحصين ليست أمراً جديداً من خلال تقديم بيانات اتجاهات التحصين من باكستان من عام 1990 إلى عام 2013. من جهة أخرى، ألقى الضوء على الأطفال الذين لم يتلقوا جرعة تحصين واحدة. وقبل الختام، أكد الدكتور بوتا على دور المجتمع وأهمية المشاركة المجتمعية كجزء من الاستجابة لـ كوفيد-19.

في العرض الذي أعقب ذلك قال الدكتور باشا أن مصر أجرت في كانون ثاني 2020 تقييمًا للمخاطر لتحديد المخاطر المحتملة لـ كوفيد-19 على برنامج التطعيم.  وأشار الدكتور الباشا إلى أن مصر بدأت في تنفيذ خطة لتخفيف المخاطر.  ثم قدم الإجراءات التي تم تنفيذها للتخفيف من الآثار السلبية لـ كوفيد-19 على التطعيم. واختتم عرضه بذكر التحديات واقتراح الدعم المطلوب من الشركاء.

وبدأ الدكتور الموسوي العرض الأخير  بتقديم وصف موجز عن التركيبة السكانية في العراق. وأوضح أن تدابير الاستجابة لـ كوفيد-19 أدت إلى انخفاض تغطية التحصين. وذكر كذلك أن وزارة الصحة العراقية طورت خطة الاستجابة لتحسين تغطية التحصين مع الإشارة إلى أن توفر اللقاح لا يزال يمثل مشكلة في البلاد. ووصف خطة استمرارية خدمات التطعيم ولخص أهدافها. وفي النهاية، أشار الموسوي إلى الدعم المطلوب من الشركاء.

وقد حضر الندوة 181 شخصًا. وتضمنت جلستين للأسئلة والأجوبة  قام بتيسيرهما الدكتور العويدي. وعقدت الجلسة الأولى بعد أول عرضين والثانية بعد العرضين الأخيرين.