حقق برنامج استئصال شلل الأطفال في مصر نتائج ملهمة وهامة على مدار السنوات الماضية ما يقدم فرصة ذهبية لتكرار هذه التجربة الناجحة من خلال توظيف الموارد البشرية والمادية ليس فقط لاستدامة جهود استئصال شلل الأطفال بل أيضاً لتعزيز المساعي الرامية إلى القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية فضلاً عن التحصين الروتيني، ولم تأل الصحة الدولية للتنمية|امفنت جهداً لانتهاز هذه الفرصة السانحة من خلال دعم جهود وزارة الصحة والسكان لتكرار التجربة المصرية في مجال استئصال شلل الأطفال في ثلاث محافظات حدودية وهي أسوان، ومطروح، والبحر الأحمر وذلك خلال الفترة الواقعة بين عامي 2017 و2018 حيث تم تنفيذ الأنشطة المندرجة تحت البرنامج على مرحلتين عنونت الأولى بـ «توظيف موارد برنامج استئصال شلل الأطفال لتعزيز أنشطة القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية والتحصين الروتيني».

وبناء على النجاحات المتحققة عقب تنفيذ المرحلة الأولى، عملت الصحة الدولية للتنمية|امفنت جنباً إلى جنب مع وزارة الصحة والسكان عام 2020 لتوسيع النطاق الجغرافي للمشروع ليشمل أربع محافظات ذات كثافة سكانية عالية وهي القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والشرقية. وتعتبر هذه المحافظات التي يقطنها ثلث السكان الإجمالي في مصر ذات خطورة وبائية عالية فيما يتعلق بعدد الإصابات بشلل الأطفال فضلاً عن تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، لذا؛ يتعذر تنفيذ أنشطة التحصين الروتيني في هذه المحافظات بالنظر إلى تعقيد التركيبة السكانية فيها والمؤلفة من الحضر والبدو بالإضافة إلى المغتربين من الدول المجاورة.

كما عملت الصحة الدولية للتنمية|امفنت بالشراكة مع وزارة الصحة والسكان، اعتماداً على الخبرة التي تم اكتسابها خلال تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، على تحديد المجموعات المعرضة للخطر بفعل انخفاض مناعتها ضد الحصبة، فضلاً عن رفع الوعي حول هذا المرض بين هذه المجموعات، فضلاً عن تسريع الأنشطة الهادفة إلى القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية بالإضافة إلى تعزيز التحصين واستدامة الجهود التي أسهمت في القضاء على شلل الأطفال في هذه المحافظات ذات الخطورة الوبائية العالية.

وتمثل الدعم المقدم لوزارة الصحة والسكان في بناء القدرات على المستوى المجتمعي بهدف تعزيز انخراط المجتمعات المحلية والذي يعتبر حجر الزاوية في استخدام موارد برنامج استئصال شلل الأطفال بالصورة المثلى، حيث بلغ عدد الخاضعين للتدريب من العاملين الصحيين على مستوى الوحدات الصحية 480 شخصاً خلال الفترة من 18 تشرين الأول\أكتوبر وحتى 22 كانون الأول\ديسمبر 2020. وهدفت الجلسات التدريبية إلى تعزيز معارف المشاركين حول المواضيع المتعلقة بالتحصين الروتيني مثل تعريف الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والحصبة، والحصبة الألمانية، والشلل الرخو الحاد، والكشف  والإبلاغ عن الحالات المشتبه بها والأفراد الذين لم يتلقوا اللقاحات، بالإضافة إلى إجراء الأنشطة المسحية الدقيقة وتعزيز جهود الاستجابة،  فيما تطرقت الجلسات التدريبية الأخرى إلى أهمية التواصل الفاعل للاستجابة للمخاوف والتساؤلات المتعلقة باللقاحات وذلك من خلال تزويد الجمهور المستهدف برسائل واضحة ومناسبة.

وخضع 450 متطوعاً مجتمعياً أيضاَ للتدريب حيث تم تعريفهم بالمفاهيم الهامة الخاصة بالبرنامج الهادف إلى الاستفادة من برنامج استئصال شلل الأطفال مثل الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والشلل الرخو الحاد، كما تم تدريبهم على مهارات التواصل اللازمة للتعامل مع الفئات المستهدفة.