تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين، اختتمت الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) مؤتمرها الإقليمي السابع مساء يوم 18 تشرين ثاني 2021. وقد استضاف هذا المؤتمر الذي انعقد في فندق لاندمارك عمان- الأردن المختصين في الصحة العامة من المنطقة وخارجها. ومن بين المشاركين في المؤتمر صناع القرار ومتحدثون رئيسيون ومحتصين في الوبائيات الميدانية والصحة العامة، ومتحدثون من الجهات الفاعلة في هذا المجال، بما في ذلك مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، ومنظمة الصحة العالمية، ووزارات الصحة في إقليم شرق المتوسط، وبرامج التدريب في الوبائيات الميدانية وﺷﺒﻜﺔ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻷوﺑﺌﺔ وﺗﺪﺧﻼت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ (TEPHINET)، إضافة إلى الجهات الأخرى ذات العلاقة.

ولإتاحة فرصة المشاركة لأكبر عدد ممكن من المهتمين، عقدت امفنت هذا المؤتمر باستخدام النهج المدمج بحيث تم بث الجلسات في من فندق لاندمارك عبر الانترنت. وكانت هذه الدورة من المؤتمر الذي تنظمه امفنت كل سنتين أول مؤتمر يعقد بعد التحديات التي واجهت السفر نتيجة لجائحة كوفيد-19.

وأتاح المؤتمر الذي انعقد تحت عنوان "نحو نظام صحي مرن في اقليم شرق المتوسط: كسر الحواجز"، مساحة للعاملين في مجال الصحة العامة لتبادل الأفكار والخبرات والإنجازات والدروس المستفادة من كوفيد-19 والتهديدات الأخرى التي تواجه الصحة العامة في  المنطقة. كما وفر منصة مثالية للمشاركين لمناقشة سبل تحقيق مرونة الصحة العامة وكسر الحواجز القائمة التي تعوق ممارسة الصحة العامة في الإقليم. ويحظى توفير مثل هذه المساحات لتبادل الخبرات والمعارف والأفكار بأهمية خاصة لمنطقة شرق المتوسط باعتبارها تتأثر بالفعل بالاضطرابات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المستمرة.

وتلقى المؤتمر ما مجموعه 256 خلاصة من 25 بلدا، تم قبول 113 منها لتقديم العروض الشفوية وعروض الملصقات، بما يمثل معدل قبول يبلغ 44 في المائة. وغطت الخلاصات المقبولة مجموعة واسعة من الموضوعات بما في ذلك الاستجابة لكوفيد-19، والرصد، وصحة الأم والطفل، والأمراض المنقولة بالنواقل، والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والأمراض حيوانية المنشأ، والأمراض غير السارية، وغيرها. وأبرزت العروض التي قدمت في المؤتمر أعمال ومساهمات وإنجازات المقيمين والخريجين في برامج تدريب الوبائيات الميدانية وكذلك العاملين في الصحة العامة من المنطقة وخارجها.

وشارك ما مجموعه 240 شخصا بشكل وجاهي في ست ورش عمل انعقدت قبل المؤتمر، في حين شارك 450 شخصا في هذه الورشات عبر الانترنت. وحضر حفل الافتتاح 400 مشارك، وحضر 320 شخصا جلسات المؤتمر الأخرى في الموقع، في حين حضرها 500 مشارك عبر الانترنت. واشتمل جدول أعمال المؤتمر أيضا على عشر جلسات مائدة  مستديرة، وستة جلسات لمتحدثين رئيسيين،  وفرصا لا حصر لها للتشبيك والمناقشات.

ومن ناحية أخرى، تزامن هذا المؤتمر مع احتفالات امفنت بمرور عشر سنوات على تأسيسها، والذي يمثل علامة بارزة للإنجازات التي حققتها على على مستوى جميع مكونات أنظمة الصحة العامة في المنطقة.، إضافة إلى النمو الكبير في عدد برامج تدريب الوبائيات الميدانية التي أنشئت في المنطقة، والنمو في الشراكات ومجالات العمل، وتعزيز قدرات الصحة العامة في الإقليم.

تعليقا على هذه  المناسبة، قال المديرالتنفيذي لامفنت، الدكتور مهند النسور "نحن ملتزمون باستضافة المؤتمرات والفرص الأخرى التي تتيح تبادل الخبرات بشكل مفيد بين خبراء الصحة العامة، حيث نعتقد أن هذا التبادل سيؤثر بشكل إيجابي على ممارسة الصحة العامة في منطقتنا وخارجها. كما نرى أن هذه المنصات تمثل وسيلة مناسبة لعرض المنجزات العلمية للمختصين في الوبائيات الميدانية والعاملين في مجال الصحة العامة في المنطقة. ومع انتشار كوفيد-19 على مدى العام ونصف العام الماضيين، تضاعف دور هؤلاء المختصين وعظمت قيمته. إلا أن هذا لا يعني أن الوباء هو التحدي الصحي الوحيد الذي يواجه المنطقة. لذلك نأمل أن يتيح هذا المؤتمر العديد من الفرص للمشاركة في مناقشات مثمرة قد تؤدي إلى حلول لتحقيق مرونة الصحة العامة لمنطقتنا ومجتمعاتنا.

وأضاف الدكتور النسور أن الشراكات التي شكلتها امفنت على مر السنين كانت قوة دافعة نحو تحقيق صحة عامة أفضل للشعوب شرق المتوسط. كما ذكر أن امفنت تقدر الشراكات التي تشكلها وأنها ملتزمة بدعم  مقيمي وخريجي برامج تدريب الوبائيات الميدانية ووزارات الصحة في المنطقة على المدى البعيد. 

ومن جانبه، قال رئيس اللجنة العلمية لمؤتمر امفنت الإقليمي السابع الدكتور يوسف خضر: "لقد شكلت جلسات المؤتمر مساحة للمناقشات الغنية بين المقيمين والخريجين والخبراء، بحيث أضاف كل منهم ما يمتلكونه من المعرفة في مجالات اختصاصهم. ونأمل أن تمثل هذه المنصة التي تنعقد كل سنتين الخطوة الأولى نحو البناء على جميع الأفكار التي طرحت على مدى الأيام الخمسة للمؤتمر. وبهذه المناسبة، أود أن أهنئ جميع المتحدثين الرئيسيين والمتحدثين والمشرفين في جلسات عرض الملخصات والمائدة المستديرة، ومقدمي العروض الذين اطلعونا على أعمالهم العلمية، سواء في الموقع أو عبر الإنترنت. لقد كان مستوى العمل المقدم مثيرا للإعجاب ومذهلاً للغاية، بل أنه يمثل في الواقع مصدر فخر لنا على المستويين الإقليمي والعالمي. كما أود أن أشكر اللجان التوجيهية والعلمية والمنظمة على جهودها القيمة في التحضير لهذا المؤتمر الضخم".

مؤتمر امفنت الإقليمي السابع هو واحد من القنوات العديدة التي تعمل امفنت على تعزيزها بهدف زيادة التواصل وتبادل المعرفة بين العاملين في الصحة العامة. ويتماشى هذا المؤتمر مع التزام امفنت المستمر بتعزيز ممارسات الصحة العامة للمجتمعات المحلية في هذا الإقليم وخارجه.