عقدت امفنت ندوتها الثلاثين تحت عنوان: "تسجيل السرطان في إقليم شرق المتوسط"، وذلك ضمن سلسة ندوات امفنت الرقمية والتي أطلقتها الشبكة في منتصف عام 2020.

يعد التقييم الدقيق لأعباء السرطان أمراً حيوياً للتخطيط الوطني الفعّال لمكافحة السرطان وتحسين أنظمة الرعاية الصحية. وبالتالي، يؤدي سجل السرطان المرتكز على السكان (PBCRs) دوراً حاسماً في توفير بيانات دقيقة عن الإصابة بالسرطان لتخطيط وتقييم تدابير المكافحة في إقليم شرق المتوسط، والذي شهد زيادة سريعة في أعباء السرطان، فهناك 14 دولة فقط لديها سجل سرطان مرتكز إلى السكان، بالإضافة أنّ معظم هذه السجلات متدنية الجودة. ولمعالجة هذه الفجوة، تدعم المبادرة العالمية لتطوير سجلات السرطان (GICR) بقيادة الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IACR) بلدان إقليم شرق المتوسط من خلال "تجمّع إزمير للسرطان" في تعزيز سجلات السرطان المرتكزة إلى السكان الخاصة بهم. ويغطي هذا المحور الإقليمي 29 دولة ومنطقة في شمال إفريقيا ووسط وغرب آسيا.

ولإلقاء المزيد من الضوء على هذا الموضوع، عقدت امفنت ندوةً إلكترونيةً بعنوان " تسجيل السرطان في إقليم شرق المتوسط " يوم الثلاثاء 23 مايو/أيار 2023.

حيث قامت ثلاث خبيرات متخصصات في هذا المجال بتقديم عروض  حول هذا الموضوع وهن: الدكتورة أريانا زناور، الطبيبة والمختصة في فرع مراقبة السرطان في الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC)، والدكتورة ابتهال فاضل، مؤسسة ورئيسة التحالف الأقليمي للأمراض غير السارية - إقليم شرق المتوسط، والأستاذة الدكتورة سلطان إسير، الأستاذة المشاركة في كلية الطب في جامعة بالك أسير، والباحثة الرئيسية في المركز الإقليمي لتسجيل السرطان في شمال إفريقيا ووسط وغرب آسيا،.

 كما أدارت الجلسة الأخصائية الفنية في امفنت، الدكتورة رندا سعد، في جلسة استمرت لمدة 90 دقيقة

في العرض الذي قدمته بعنوان "سجلات السرطان والمراقبة العالمية للسرطان"، قدمت الدكتورة أريانا زناور نبذةً عن الوكالة الدولية لسجلات السرطان، من خلال التأكيد على مهمتها لتعزيز التعاون الدولي في أبحاث السرطان والوقاية منه، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. كما سلّطت الضوء على المهام الرئيسية الثلاث لفرع مراقبة السرطان في الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، والتي تتضمن: تقديم الدعم الفني والتدريب لسجلات السرطان، وجمع المؤشرات العالمية وقواعد البيانات باستخدام بيانات التسجيل، وإجراء البحوث الوبائية الوصفية.

كما تحدثت د. زناور عن كتاب "انتشار السرطان في خمس قارات"، وكيف يوفّر هذا الكتاب الشامل والذي أصبح مصدراً أساسياً لبيانات تسجيل السرطان في جميع أنحاء العالم، مجموعة من البيانات القابلة للمقارنة حول الإصابة بالسرطان، حيث يخضع الكتاب لعملية مراجعة صارمة من هيئة التحرير لضمان إدراج بيانات عالية الجودة.

وبالإضافة إلى بيانات التسجيل، ناقشت الدكتورة زناور أهمية استخدام التقديرات لفهم العبء العالمي للسرطان، حيث تستخدم الوكالة الدولية لبحوث السرطان أفضل مصادر المعلومات المتاحة، بما في ذلك بيانات تسجيل السرطان، لوضع تقديرات لحالات السرطان، والوفيات، والانتشار في البلدان المختلفة. وتعتبر هذه التقديرات ضرورية لتقييم العبء العالمي للسرطان بالإضافة للتوقعات والخطط المستقبلية.

وفي العرض الذي قدمته بعنوان "استكشاف دور سجلات السرطان في مكافحة السرطان في شرق المتوسط"، سلّطت الدكتورة ابتهال فاضل الضوء على أهمية بيانات السرطان في توفير استراتيجيات فعّالة لمكافحة السرطان. كما سلّطت الضوء على الدور الحاسم لسجلات السرطان في فهم تأثير السرطان، ومراقبة برامج الوقاية والعلاج، وتعزيز رعاية الناجين. وشدّدت على أهمية بيانات السرطان الشاملة لتوجيه القرارات والتدخلات المتعلقة بالسياسات. وأكدت أيضاً أنّ سجلّات السرطان تستخدم كأداة قيّمة لتتبّع حالات الإصابة بالسرطان، وتقييم برامج الفحص والتطعيم، وتحديد السكان المحرومين من الخدمات، كما أشارت إلى أنّ توافر البيانات الدقيقة يتيح للبلدان تقييم فعالية تدابير مكافحة السرطان والتدخلات المصممة وفقاً لذلك. ومع ذلك، توجد تحديات في تنفيذ سجلات السرطان القوية في المنطقة فالموارد المحدودة، بما في ذلك التمويل والخبرة الفنية، تشكل عقبات أمام الحفاظ على بيانات عالية الجودة ودقيقة.

وذكرت الدكتورة ابتهال إنّ موافقة دول مجلس التعاون الخليجي على توصيات منظمة الصحة العالمية بشأن تطوير الخطط الوطنية لمكافحة السرطان تستحق الثناء. فقد أدّى إنشاء مركز تسجيل دول مجلس التعاون الخليجي إلى تعزيز جهود تسجيل مرضى السرطان في المنطقة، مما ساعد في جمع البيانات القيمة على مدار العقدين الماضيين.

وفي العرض التقديمي الثالث والأخير، بعنوان: "المبادرة العالمية لتطوير سجل السرطان (GICR) تجمّع إزمير"، صرّحت الأستاذة الدكتورة سلطان إيسر إنّ المشروع يهدف إلى تحسين عملية تسجيل حالات السرطان في جميع أنحاء العالم، ويركّز على التنسيق العالمي، وإنشاء المحاور الإقليمية والمراكز المتعاونة لدعم سجلات السرطان. وتوفّر هذه المراكز التدريب والدعم الفني والدعوة للتسجيل المستدام للسرطان في مناطقها. وناقشت الدكتورة إيسر موضوع شبكة المبادرة العالمية بشأن إعداد سجلات السرطان وهي نموذج لتدريب المدربين والذي يقوم بتشكيل شبكات خاصة بالموضوع لتقديم الدورات الإقليمية وتقديم الدعم للسجلات. وسلّطت الضوء على موارد التعلّم عبر الإنترنت ومرافق التعلّم الإلكتروني المتاحة من خلال موقع المبادرة العالمية بشأن إعداد سجلات السرطان وبوابته لأفضل الممارسات.

واستعرضت الدكتورة إيسر أنشطة تجمّع إزمير والذي يخدم منطقة شمال إفريقيا ووسط وغرب آسيا، إلى جانب بعض البلدان الأخرى خارج هذه المنطقة. والتي اشتملت على: الدورات التدريبية والزيارات والتعاون مع الدول الأخرى بالإضافة إلى استضافة الزوار وتنظيم الدورات لفرق محددة وإجراء زيارات ميدانية للتوصل إلى توصيات. ومع التحديات التي مثّلتها جائحة كوفيد -19 قام تجمّع إزمير بتنطيم الأنشطة الافتراضية مثل: دورات الإعداد وجودة البيانات، والتدريب على تسجيل حالات السرطان، وإطلاق مركز لمبادرة العالمية بشأن سرطان الأطفال. كما أقرّت الدكتورة إيسر بوجود سجلات للسرطان في معظم دول المنطقة وأكدت على أهميتها لتحليل البيانات بشكل دقيق.

وقامت الدكتورة رندا سعد بعد انتهاء العروض التقديمية بتيسير جلسة الأسئلة والأجوبة، حيث طرح المشاركون العديد من الأسئلة وناقشوها مع أعضاء اللجنة. ومن ثم اختتمت الجلسة بشكر المتحدثين والحضور على مشاركتهم.

هذا وحضر الندوة الإلكترونية ما مجموعه 110 مشاركاً، باعتبارها نجاحاً آخر في سلسلة ندوات امفنت الإلكترونية EMPHNET WEBi Series.